«مع أني متفوق، إلا أني أخاف من عدم قبولي في الطب».. كلمات تعكس مخاوف جدية لدى خريج الثانوية عبدالعزيز سعد الحاصل على معدل 97.17 % فهو ليس الطالب المتفوق الوحيد الذي يخاف على مستقبله، فهناك كثيرون يتملكهم ارتباك نفسي بسبب ضبابية الوجهة الجامعية رغم التفوق الأكاديمي. زميله في التفوق أحمد القحطاني حاصل على 96.14 % قال «نظرا إلى تخطيطي لمرحلة ما بعد الثانوية حصلت على معدل ممتاز» محددا رغبته في تخصص هندسة بترول التي يعتبرها مادة جميلة. وعادة ما يوفق الطالب المتفوق في اختيار التخصص الجامعي بنسبة تفوق ال90 %، نظرا إلى وجود التوعية الأسرية لديه، يقول عبدالعزيز سعد «لم تأت رغبتي في دخول الطب من فراغ، فأبي يعمل في وزارة الصحة، ودائما ما ينصحني بدخولها منذ صغري ما ساعدني على التخطيط المستقبلي» بيد أنه لا يملك البديل عن الطب «لو لم أقبل في الطب فليس لدي بديل، إذ لا أريد تخصص الرياضيات رغم تفوقي فيه». نهاية مستقبل وإن خطط عبدالعزيز وأحمد لمستقبليهما بعد المرحلة الثانوية، فإن كثيرا من الطلاب يفاجؤون حين يتقدمون للجامعة، ما يؤدي في كثير من الحالات إلى تغيير التخصص، أو ترك الجامعة والاتجاه لسوق العمل الذي تشح وظائفه لغياب المؤهل لدى طالب الثانوية، يقول عبدالعزيز «عدم وجود مرشد للطالب يخبره بما ينبغي فعله بعد التخرج من الثانوية يؤثر سلبا على اختيار الطالب، وقد ينهي مستقبله» منتقدا المدرسة التي لم تقم بواجبها في هذا المجال، وأضاف «لم نشهد لو مرة واحدة توعية لما بعد المرحلة الثانوية من قبل المدرسة» مشيرا إلى أن دور الأسرة في هذا المجال يعتمد على مستوى الوعي. تخطيط المستقبل محمد الشهاب الذي سبق أن التحق بالمرحلة الجامعية بنسبة 89 % والذي اتفق مع عبدالعزيز سعد، يقر بأن عدم تخطيطه المستقبلي لما بعد الثانوية جعله يترك الجامعة بعد أن دخلها قبل نحو عامين «توجهت لسوق العمل غير أني لم أحصل على وظيفة مناسبة» مستدركا «عندما نضجت أكثر أخذت أخطط لعملي المستقبلي الذي أعمل فيه حاليا، ما جعلني أؤهل نفسي بدورات كي أتمكن من إيجاد وظيفة». ورغم أن معظم الطلاب لا يكتشفون مواهبهم التي يميلون لها، إلا أن قلة منهم تمكنوا من اكتشافها، إذ يقول عادل سعيد «قبل تخرجي بعدة أعوام زرعت أسرتي في نفسي حب مهنة الهندسة، علما أن أبي ليس مهندسا بل هو موظف عادي» مضيفا أنه اكتشف حبه للهندسة لأنها مهنة خلاقة ومبدعة ويحتاج إليها المجتمع، وعن اكتشاف الموهبة «حين يجتهد الطالب في المذاكرة باستمرار يزداد معدل الذكاء، وهو أمر طبيعي يؤدي لاكتشاف الموهبة الكامنة في معظم الطلاب». ويوضح عادل «إني ألقي باللوم على الجهات الاجتماعية المختلفة لتقصيرها في عدم القيام بدورات تثقيفية للطلاب ترشدهم إلى التطلع نحو المستقبل وحسن التخطيط» معتبرا مرحلة ما بعد الثانوية أهم مراحل الدراسة. بعيدا عن الجامعة وعلى الرغم من حصر تفكير معظم خرجي الثانوية في مسألة دخول الجامعة، إلا أن هناك طلابا قلائل يفكرون في مرحلة ما بعد الثانوية بعيدا عن دخول الجامعة، ما يجعلهم غير مكترثين للمعدل خلافا لزملائهم، ويقول حسين الهاشم، حاصل على 75 % «خططت لمستقبلي بعيدا عن الجامعة، فأنا من أسرة تعمل في التجارة واشتهرت بها» ويضيف حسين «قبل تخرجي قال لي أبي إن مكاني محفوظ في المؤسسة، ولكن شريطة أن التحق بتخصص إدارة الأعمال في الجامعة، الأمر الذي جعلني أرفض الجامعة منذ أن كنت في مرحلة الأول ثانوي». الهاشم الذي يرى أن لأسرته فضلا في تخطيطه لما بعد الثانوية، اعترف بأن عائلته خططت له على أساس دخوله الجامعة، إلا أنه رفض الفكرة بتاتا، الأمر الذي جعله يتعمد إهمال المذاكرة في الثالث ثانوي كي لا يحصل على معدل جيد. اتجاهات الطلاب في استطلاع للرأي أجربته «شمس» اتضح أن نحو 85 % من الطلاب المتخرجين لا يخططون لمستقبلهم، وأنهم يتركون مسار مستقبلهم حسب حصولهم على المعدل فإن كان متقدما فكروا في تخصص وصفوه ب«المرموق». وبين الاستطلاع أن نحو 90 % من غير المكترثين للتخطيط المستقبلي يفكرون جديا في دخول الجامعة والفوز بمقعد دون أن يفكروا في التخصص، في حين يميل 15 % للتخطيط لما بعد مرحلة الثانوية .