«أحمر كالسماء» فيلم مبني على قصة حياة الناقد الإيطالي «ميركو» الذي فقد بصره وهو عمره عشرة أعوام بسبب حادثة عرضية. هذا الطفل المولع بالأفلام السينمائية وبموجب القانون الإيطالي آنذاك الذي يمنع الأطفال المكفوفين من التعلم في المدارس العامة، أجبر على الدخول إلى مدرسة كاثوليكية صارمة للمكفوفين حتى يتعلم من خلالها مهنة مناسبة له تعينه على الحياة. في البداية لم يتقبل المدرسة ورفض تعلم القراءة والكتابة بطريقة برايل، لكن بعد أن وجد مسجلا مجهزا ببكراته الخاصة في إحدى غرف المدرسة أصبح يقضي وقته في صنع قصصه ويضيف إليها المؤثرات الصوتية، ونفذ من خلال مسجلته أول مشروع طلب من صفه، ألا وهو الكتابة عن الفصول الأربعة. تعرض «ميركو» لبعض المشكلات مع مدير مدرسته «المكفوف» الصارم إلا أنه لم يستسلم وواصل عمله في صنع الأصوات بمساعدة ابنة الحارسة الصديقة الوحيدة المبصرة له واستطاع أن يذهب بمساعدتها مع بعض أصدقائه خلسة في إحدى الليالي لمشاهدة فيلم سينمائي. ليقرر أن يصنع مسرحيته بمسجلته الخاصة التي أهداها له معلمه بعد أن صادر المدير مسجلته السابقة، وفعلا بدأ التسجيل بمساعدة بعض الطلاب الذين لم يتم اختيارهم للعرض المسرحي الذي يقدم آخر العام لأولياء الأمور لكن مدير المدرسة كالعادة عندما علم بمسجل الصوت استشاط غضبا وقرر فصله هذه المرة من المدرسة لأنه يعتقد أن هذه الأمور تقود للأوهام التي لا تصلح أبدا للشخص الكفيف. عندئذ ذهبت صديقته إلى عامل المعادن الذي تعرفت عليه هي و«ميركو» في وقت سابق حتى تخبره بما حدث وقام بدوره بعمل مظاهرات مع زملائه أمام المدرسة احتجاجا ضد المدير وسياسته المتعسفة، ومطالبة بإقالة المدير، ما عرضه للتحقيق في نهاية الأمر. وأخيرا بمساعدة معلمة تم عرض المسرحية التي صنعها «ميركو» وأصدقاؤه بدلا من العرض الذي كان من المقرر عرضه، لكن هذه المرة كانت بطريقة مختلفة إذ شاهدها أولياء الأمور وهم معصوبو الأعين لينتقلوا إلى عالم جديد مملوء بالصوت فقط تعبيرا عن عالم المكفوفين الذي تعوض فيه حاسة السمع والحواس الأخرى حاسة البصر المفقودة. الفيلم إيطالي، يفتح نافذة على فنون سينمائية خارج أمريكا تتيح لنا الاطلاع على ثقافات جديدة تستحق المشاهدة.