لم تمنع منيرة محمد العبدالهادي (8 أعوام) «النظارة السوداء» التي ترتديها من ممارسته حياتها الاجتماعية والتعبير عن مشاعرها وتكوين الصداقات الجميلة، على رغم إعاقتها البصرية إلا أنها حققت نجاحها وتفوقت على زميلاتها في الصف، وتحب منيرة التعبير عن حبها عن طريق كتابة الرسائل ب «البرايل»، ولا يعجبها مسرح المدرسة لأنه غير مؤهل لغير المبصرين، وتخطط بأن تصبح صحافية لتلتقي ولي العهد الأمير سلطان وتسأله «هل تحب الأطفال المكفوفين؟». أحلام كثيرة تدور في مخيلة منيرة التي تكبر أشقاءها غير المبصرين وهم: عبدالهادي وسلطان وعبدالله، وأخوان مبصران ريم خالد... فإلى تفاصيل الحوار معها: عرفينا بنفسك؟ - اسمي منيرة محمد العبدالهادي، أدرس في الصف الثالث ابتدائي بمدارس الحزام الأهلية، وأنا اكبر إخوتي ويصغرني ثلاثة أخوان مكفوفين هم عبدالهادي وسلطان وعبدالله وأخوان مبصران هما ريم وخالد، وأحبهم جميعاً. ماذا تحبين في المدرسة، ومن يساعدك ويدعمك؟ - أحب مدرستي كثيراً، خصوصاً حصة القرآن والحفلات والرحلات، وأحب معلماتي وصديقاتي لأنهن يساعدنني ويحبونني أيضاً. br / ما أول قصة كتبتيها؟ - بداية، أحب كتابة الرسائل لأمي وأبي، وكتبت رسالة لولي العهد الأمير سلطان عندما كان يعالج في أميركا ب «البرايل»، وسبق أن كتبت قصة، «ذهبت الأسرة للنزهة «للبر» وجمعت الأسرة الحطب وأشعلوه لأن البرد كان شديداً بعدما استمتعوا بالرحلة وقرروا العودة، قالت الفتاة الصغيرة لأبيها دعنا نهدي الحطب المتبقي لمن يحتاجه، خصوصاً من لديهم أطفال ليشعروا بالدفء». ما المواقف التي تشعرك بالضيق، وماذا تقولين لمن يضايقكِ؟ - إحدى الطالبات في الصف قالت لي «أنتِ ما تشوفين!» فقلت لها: «عيب عليك تقولين كذا أنا كفيفة وربي خلقني كذا بس أنا أشوف بقلبي». وأقول لكل من يضايقني الله يسامحك. ما الشيء الذي لا يعجبك في المدرسة؟ - المسرح لأنه ليس «مفروشاً» وفيه ثغرات كثيرة في الأرض وأخشى الوقوع. هل أنت موهوبة، وما موهبتك؟ - أنا أحب القرآن كثيراً، وأحب أن أكون داعية للإسلام لأنني دعيت خادمتين إلى الإسلام والحمد لله أسلمتا على يدي وعلمتهما الصلاة، وأحب أيضاً أصمم أزياء اخذ الشال واعمل فيه فستان ألفه وأربطه واعمل تصميماً يعجب ماما. كيف علاقتك بأشقائك المبصرين وغير المبصرين؟ - ألعب مع أخوتي جميعهم، ولكن المكفوفين أكثر، وغالباً عندما نلعب يصطدم أحدنا بالآخر فنضحك كثيراً، وألعب تركيب المكعبات وأصنع في شالات أمي الفساتين. هل تتمنين أن تصبحي مشهورة أو صحافية؟ - أتمنى أن أكون رئيسة لمركز مملكة الإنسانية لتقنيات المكفوفين، الذي أسسه بابا وماما لخدمة المكفوفين، وأتمنى أن اخدم وطني واخدم كل الأطفال المكفوفين والمبصرين وأن أكون صحافية. إذا أصبحت صحافية، مَنْ تودين أجراء الحوار معه، وما أول سؤال ستقولينه؟ - أول حوار سيكون مع بابا الأمير سلطان، وسأقول له «هل تحب الأطفال المكفوفين؟». كيف تساعدين طفلاً يتعرض للضرب من أسرته؟ - أقول لهم «حرام عليكم تضربونه»، وآخذه إلى منزلي. مَنْ تشكرين؟ - أشكر الله على النعم الكثيرة التي أنعم بها عليّ، ثم أشكر خادم الحرمين الشريفين بابا عبدالله على اهتمامه بالمكفوفين، وأشكرك على اهتمامك بي وبالطفولة، وأشكر مديرتي أستاذة منيرة الحميدي، لأنها فتحت لي قلبها قبل مدرستها، وأشكر معلمتي إيناس وسندس لأنهما علماني الكثير، وأشكر كل من يهتم بالمكفوفين.