رفض استشاري الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب تحميل قراءاته النفسية لبعض جوانب حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتناوله موضوعات مثل فارق السن بين الزوجين خلال لقاء تلفزيوني، أكثر مما تحتمل، مؤكدا أن الهجوم الذي شن عليه ممن وصفهم بال «الفضلاء» غير مبرر، ودعا إلى عدم التشكيك في النوايا والتحلي بآداب الحوار. وقال إن البعض يتخيلون مشكلات لا حقيقة لها ويتناطحون مع أعداء لا وجود لهم، بينما آخرون يتعاملون مع مشكلات موجودة كأنها الخيال ومع أعداء كأنهم محايدون، مستغربا في الوقت نفسه إصرار البعض على افتراض البعد الواحد في منهجية التفكير ورفض أي أبعاد أخرى تفسر ذات الحدث. مؤكدا أن الأمر ليس تشريحا نقديا لمقام النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما وصف لعظمته وتسهيل لاقتداء الأجيال الجديدة به. واستطرد «حينما تتم قراءة حدث ما برؤية نفسية فهذا لا ينفي الأبعاد الاجتماعية والشرعية والسياسية والاقتصادية عن ذلك الحدث بل يفسر لنا ضخامة المعنى لذلك الحدث وهو تماما حينما أضيف قراءة نفسية إلى قراءة أئمة السلف الفقهية وغيرها من القراءات لحدث من أحداث حياته صلى الله عليه وسلم.. ألم يكتب السياسيون عن نهج النبي صلى الله عليه وسلم السياسي وكتب الاجتماعيون عن حياته الاجتماعية, وغيرهم كذلك فلا أدري حينما تكلمت عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم الأسرية تأثر البعض من الفضلاء». وقال الحبيب مخاطبا علماءه ومشايخه «لماذا التشكيك في النية والقصد؟ تختلفون معي في اللفظ؟ أقبل ذلك وأتعلم من توجيهاتكم لي». مشيرا إلى أن الأمر له جوانب أربعة: الأول خطأ انتقاء اللفظ من عدمه، الثاني خطأ المعنى من عدمه، الثالث سوء النية من عدمه، الرابع سخافة العقل من عدمه «ولنفترض أن انتقاء اللفظ لم يوافق البعض فهل يلزم من ذلك الخطأ في المعنى، ولنسلم أن المعنى أيضا خاطئ فهل يلزم من ذلك سوء النية وسفاهة العقل» مشيرا إلى أن بعضهم ردد في حقه آيات اللعن والطرد من رحمة الله «هل من المعقول أن أحمل فكرة استنقاص رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطلقها في مجتمع متدين». وكان الحبيب تعرض للانتقاد إثر حديثه التلفزيوني عن الانتماءات المناطقية حيث اعتبره البعض يمس اللحمة الوطنية.