رفض الدكتور طارق الحبيب الاتهامات التي وجّهت إليه بالتنقّص من النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وزوجه أم المؤمنين عائشة، موضحاً أن البعض فهم حديثه بشكل خطأ. وقال في بيان نشرته "العربية.نت": "إن البعض قد يتخيل مشكلات لا حقيقة لها، ويتناطح مع أعداء لا وجود لهم". وأكد أنه لا يمكن أن يتجاوز أو يسيء إلى النبي. وأعاد استخدامه مفردة "فرفوشة فرائحية" لأنه يدرك أن هذه اللغة يسهل فهمها لدى جمهور المتلقين و"سعياً في تحبيب الفتيات الناشئات في أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها)، وتصويباً للنظرة الاجتماعية الخاطئة التي تربط رزانة العقل بعدم الحيوية والعكس". "لم أكن أول مَنْ استخدم هذه الطريقة" وأكد الحبيب أنه لم يكن الأسبق في هذه الطريقة التعبيرية، ولا يدّعي التجديد فيها، "فقد تعلمتها من الشيخين الجليلين (رحمهما الله) عبدالحميد كشك ومحمد متولي الشعراوي، ومن الدكتور الفاضل الشيخ محمد العوضي وغيرهم كثير". وأشار إلى عدم وضوح المفاهيم لدى البعض، حيث "يتعاملون مع مشكلات موجودة كأنها كالخيال، ومع الأعداء كأنهم محايدون"، مستنكراً إصرار البعض على منهجية التفكير التي تلزم "افتراض البعد الواحد، ورفض أي أبعاد أخرى تفسّر ذات الحدث". وقال الحبيب إنه "حينما يتم قراءة حدث ما برؤية نفسية فهذا لا ينفي الأبعاد الاجتماعية والشرعية والسياسية والاقتصادية عن ذلك الحدث، بل يفسّر لنا ضخامة المعنى لذلك الحدث، وهو تماماً حينما أضيف قراءة نفسية إلى قراءة أئمة السلف الفقهية وغيرها من القراءات لحدث من أحداث حياته صلى الله عليه وسلم". وأضاف أنه لم يكن أول مَنْ يكتب بهذه الطريقة، مبيناً أن السياسيين كتبوا عن نهج النبي (صلى الله عليه وسلم) السياسي، وكتب الاجتماعيون عن حياته الاجتماعية, مستغرباً "تأثر البعض من الفضلاء"، حين تكلم عن حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) الأسرية. صناعة المصطفى وإعداده لمهمة النبوة وأشار الحبيب إلى أنه تم اصطفاء النبي من بني البشر، "لتبدأ صناعته وإعداده لحمل أعباء النبوة قال تعالى: (ولتصنع على عيني)، فالذي تتم صناعته لا يعيبه ذلك بل هو إثبات لتمام كماله عند بعثته صلى الله عليه وسلم، فالاصطفاء كان للصناعة فحدث بعدها له الكمال". وبرر الحبيب حديثه بأنه ليس من المعقول أن يحمل فكرة انتقاص رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويطلقها في مجتمع متديّن شرّفه الله بأن جعله أحد أبنائه. رسالة إلى العلماء والمشايخ ووجّه رسالة إلى العلماء والمشايخ قائلاً: "إن غضبتم لله فلنتأدب بآداب الله في الحوار، ولنكن كشجرة الصندل تعطر الفأس الذي يهشمها"، مستغرباً "التشكيك في النية والقصد". وأعاد الاختلاف إلى مسألة اختيار اللفظ، مبيناً أنه على افتراض "أن انتقاء اللفظ لم يوافق البعض فهل يلزم من ذلك الخطأ في المعنى، ولنسلّم أن المعنى أيضاً خطأ فهل يلزم من ذلك سوء النية وسفاهة العقل". وقال الحبيب مواصلاً حديثه إلى المشايخ: "وجدتُ بعضكم يردد في حقي آيات اللعن والطرد من رحمة الله، ولذا أجد عذراً لتلك التعليقات التي يكتبها بعض الناس معقباً على مقالاتكم لأنهم ينتهجون ذات الأسلوب تقرباً إلى الله فأنتم قدوتهم وقدوتي". وأضاف "لماذا تخلطون في تقييمكم لي وتقارنوني بمن منهجهم التجاوز والتعدي على مقام رسول الله؟!". وصف عائشة ب"الفرفوشة والفرائحية" وأصر الحبيب على أنه لم يخطئ في حق أم المؤمنين عائشة حين وصفها ب"الفرفوشة والفرائحية"، وأوضح "أنا أجده وصفاً جميلاً تتميز به المرأة عمن سواها من النساء، ومطلب مميز يحبه الزوج في شخصية الزوجة أن تكون ذات حيوية وخفة في الروح". وأبان "أن خفة الروح لا تقتضي خفة العقل، فقد اجتمع في أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) روح مليئة بالحياة وعقل راجح"، مشيراً إلى أن "هناك معادلة اجتماعية في أذهان البعض أن المرأة ذات الدعابة هي امرأة خفيفة العقل ناقصة الدين، أما المرأة الهادئة فأقرب لرجاحة العقل وتمام الدين". وأعاد الحبيب استخدام مفردة "فرفوشة فرائحية" لأنه يدرك أن هذه اللغة يسهل فهمها لدى جمهور المتلقين، و"سعياً لتحبيب الفتيات الناشئات في أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها)، وتصويباً للنظرة الاجتماعية الخاطئة التي تربط رزانة العقل بعدم الحيوية والعكس". وشدد على أن ما كتبه "ليس تشريحاً نقدياً لمقام النبي (صلى الله عليه وسلم)، إنما وصفاً لعظمته وتسهيلاً لاقتداء الأجيال الجديدة، تلك الأجيال التي لم تنشأ نشأة الجيل السابق".