نزل عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في «جمعة سقوط الشرعية» بكافة أنحاء سورية التي شهدت سقوط بعض القتلى والجرحى، أمس، لشجب الهجمات التي يشنها الجيش بغرض إنهاء الانتفاضة المطالبة بالديموقراطية المستمرة منذ 13 أسبوعا. وأوضح شاهد عيان في إربين، وهي إحدى ضواحي دمشق، أن آلاف المتظاهرين رددوا هتافات مناوئة. وفي مدينتي حمص وحماة وسط البلاد ردد المتظاهرون «الشعب يريد إسقاط النظام» بينما حمل المحتجون في مهد الانتفاضة درعا في الجنوب لافتات ترفض عرض الحوار الذي طرحه الرئيس بشار الأسد. واندلعت احتجاجات مماثلة في دير الزور والقامشلي في الشرق على الحدود مع العراق. وخرجت المظاهرات تلبية لدعوة نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قالوا إن مسيرات الاحتجاج هذا الأسبوع ستحمل شعار «بشار لم يعد الرئيس وحكومته لم تعد تمثلني». وارتفع عدد السوريين الفارين من بلادهم إلى جنوب تركيا إلى 11.739 شخصا.. وذلك على الرغم من دعوة الأسد إلى منح «عفو عام». ووضعت تركيا قواتها المسلحة المرابطة على الحدود مع سورية في حالة تأهب، عقب ورود أنباء عن وصول عدد من العسكريين السوريين المنشقين عن الجيش إلى الأراضي التركية. وأوضح مصدر أن دبابات وفرق عسكرية قامت بعمليات تمشيط على بعد 500 متر من الحدود، يعتقد أنها كانت تلاحق العسكريين الفارين. وكانت وزارة الخارجية التركية أعربت عن قلقها الشديد من اقتراب العمليات العسكرية السورية من الحدود، محذرة من خطورة هذا الأمر. وقال مسؤول تركي إنه يتمنى ألا يحدث توتر بين جيشي الطرفين. على صعيد آخر، نشر الاتحاد الأوروبي، أمس، عقوبات موسعة على سورية ضمت أسماء ثلاثة من قادة الحرس الثوري الإيراني متهمين بدعم القمع الذي يمارسه الأسد ضد المعارضة. كذلك تضمنت القائمة المنشورة في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي شركة عقارات سورية وصندوقا استثماريا وشركتين أخريين متهمتين بتمويل حكومة الأسد. وطبقا للأسماء التي أوردتها الجريدة الرسمية فإن الإيرانيين هم الميجر جنرال قاسم سليماني والبريجادير كوماندر محمد علي جعفري من الحرس الثوري الإيراني وحسين طيب نائب قائد الحرس الثوري الإيراني لشؤون المخابرات. كذلك أضيف أربعة مسؤولين سوريين للقائمة. وكان فوج كبير من اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى تركيا، أمس، قد أكدوا أن الجيش السوري يغلق منافذ العبور والطرق المؤدية إلى الحدود التركية، في محاولة لمنع تدفق اللاجئين، موضحين أن عددا من القناصة يتمركزون في المباني العالية بالقرب من الحدود التركية، ويستهدفون المواطنين الفارين نحو تركيا. وتحدث عدد من اللاجئين السوريين في المخيمات التركية لوسائل الإعلام التركية عن عمليات قمع وقتل تقوم بها مليشيات حزب البعث الحاكم في سورية، التي تداهم المنازل في المدن والقرى وتنكل بأي شخص يشتبه أنه يتوجه إلى تركيا بهدف اللجوء. في غضون ذلك أفادت مصادر بأن أكثر من 200 معارض سوري مستقل سيعقدون لقاء تشاوريا في دمشق تحت شعار «سورية للجميع في ظل دولة ديموقراطية مدنية»، الاثنين المقبل. ومن أبرز المشاركين في اللقاء ميشيل كيلو وعارف دليلة وفايز سارة وغيرهم من الداخل والخارج من معارضين غير حزبيين، دون مشاركة لأي من رموز السلطة في الاجتماع. وسيأخذ الاجتماع شكلا تشاوريا للتداول في الوضع السوري الراهن. ومن المقرر أن يستمر اللقاء يوما واحدا تعلن في ختامه مجموعة توصيات على شكل مقترحات تقدم إلى الرأي العام والسلطة، وبشكل يسمح بإتاحة المجال أمام جميع شرائح المجتمع لبناء الدولة الديموقراطية المنشودة. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه لن يتم عقد أى اجتماعات رسمية مع ممثلي المعارضة السورية الذين يزورون موسكو، الاثنين المقبل. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش بأن زيارة الوفد إلى موسكو يجب أن ينظر إليها على أنها زيارة خاصة، مؤكدا أنه لن يتم عقد أي لقاءات رسمية معهم. وأضاف لوكاشيفيتش في هذا الشأن أن الزيارة المفترضة للشخصيات التي تقدم نفسها على أنها معارضة سورية تجرى بمبادرة من الجمعية الروسية للتضامن والتعاون مع شعوب آسيا وإفريقيا. ويضم الوفد مستقلين وممثلين عن الأكراد وحركة الإخوان المسلمين وأعضاء آخرين، بينهم من يحمل الجنسية الروسية .