إبداعات مراهقين وتقليد صغار، ذلك ما يمكن ملاحظته خلال جولة في أحد أحياء العاصمة، من خلال الزلاجات التي تعرف شعبيا ب«سكيت» التي توحي بأن هؤلاء في حلبة تزلج في إحدى الدول الأوروبية، بعضهم يجبرك على مشاهدته للآخر، فيما بعض الصغار يحاولون ويحاولون من أجل التقليد ثم يتقنون ما يرونه أمامهم. بعض هواة الزلاجات يرون أنفسهم أبطالا في هذه اللعبة الخطرة، وهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم ثمانية أعوام، وأيديهم مليئة بالجروح، يقول أحدهم بكل عفوية «كلما طحت بغسل في بيتنا وأرجع ألعب ثاني مرة» وآخر «سو لنا صالة تزلج مثل اللي بره». مراهق في ال15 من عمره يكشف جزءا من عشقه للزلاجة «هذه اللعبة مميزة وخاصة فيها إتقان بعض المهارات، ونطلع دائما على مقاطع في اليوتيوب من أجل أن نتعلم بعض المهارات الجديدة، وكذلك نرى صالات مهيأة للتزلج في الدول الخارجية، ونطالب بتواجدها لدينا». وأوضح أن الإجازة الصيفية مقبلة ويجب أن تقام بطولات للتزلج مقارنة ببطولات كرة القدم والطائرة بوصفها لعبة صيفية جديدة، مؤكدا أن هناك مهارات وأبطال في هذه اللعبة لم يجدوا الفرصة السانحة لهم. تستثير هذه اللعبة خوف أولياء الأمور، حيث إنهم أصبحوا يجوبون الشوارع لعبا بها دون خوف من السيارات المارة، وفي الشوارع العامة أيضا يتواجدون بكثرة سواء كانوا صغارا أو بلغوا سن المراهقة. يقول أبو سعد «بعد إلحاح من ابني اشتريت له زلاجة، ولكن خلال يومين تكبدت عناء الذهاب إلى المستشفى أكثر من مرة وبجروح مختلفة، ولا يزال ابني مصرا على ممارستها بالرغم من الألم الذي يعانيه ودون جدوى». ويضيف «أخفيتها عنه الأيام الماضية، غير أنني تفاجأت بأن خاله اشترى له زلاجة أخرى، واليوم منعته من الخروج وأمرته باللعب بها في فناء المنزل». ولي أمر آخر كان يحمل في يده كيسا أتى به من الصيدلية وينزل ابنه المصاب، وبسؤاله إذا كان يخاف على ابنه من الجروح والإصابات فلماذا يشتريها؟ «عانيت على مدى أربعة أيام من بكاء ابني حتى أصبح ينام من شدة بكائه، فرضيت بشرائها ولكن من أول لعب بها سقط وامتلأت يداه بالجروح ولا يزال يصر على اللعب بها مرة أخرى». في أحد المحال التي تبيع هذه الزلاجة، يمكن معرفة نسبة المبيعات فيها، حيث بادر صاحب المحل «هناك نسبة كبيرة من المشترين، وتختلف أسعارها حيث تبدأ من 90 ريالا إلى أن تصل إلى 500 ريال، وعلى حسب الماركة الموجودة والأشكال المطلوبة من المشترين».