لم تنحصر مسؤولية نظافة الأحياء على الأمانات والبلديات فقط، بل بدأ أبناء مدينة جدة يشعرون بحجم هذه المسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى طلاب المدارس القاطنين كل حي الذين أصبحوا أكثر تفاعلا مع حملات التنظيف، بل يسارعون إلى المشاركة في مثل هذه الحملات التي تسهم بشكل أو بآخر في إنتاج صورة أجمل للحي من خلال الاهتمام به والمساهمة في نظافته. وعمد مدير المدرسة السعودية الابتدائية بالتعاون مع عمدة حي الصحيفة والعمارية وعدد من الجهات إلى إطلاق مشروع «نظافة الحي مسؤولية الجميع» الذي يهدف إلى توعية أبناء الحي بأهمية النظافة إضافة إلى إظهار الحي بصورة أجمل. وقد وزعت الحملة في أرجاء الحي العديد من المنشورات واللوحات كتب عليها عبارات توعوية وزعت في شوارع الحي، كما أن عددا من أبناء الحي الصغار بدؤوا يتجولون في الحي بدراجاتهم وهم يرتدون «سديري» كتب عليه شعار الحملة من أجل التعريف بها، إضافة إلى التواصل مع أئمة المساجد لتوعية أهالي الحي للحديث عن أهمية النظافة ودورها في الإسلام. وقد شارك في المشروع كل من مدرسة الخندق الثانوية وعماد الدين زنكي المتوسطة الموجودتين في الحي، إضافة إلى مكتب التربية والتعليم بجنوب جدة وأمانة محافظة جدة، ومراكز الأحياء ممثلة في رئيس مركز الحي المهندس أحمد الزهراني وعمدة الحي منصور بن عقيل. وأوضح مدير مكتب التربية والتعليم بجنوب جدة ورئيس اللجنة المشرفة على المشروع مسدف الحازمي أن «هذه الحملات من المشاريع التي يتطلب وجودها في كل حي لإظهار الأحياء بصورة جميلة، كما أن مشاركة جميع أفراد الحي تضفي للمشروع نكهة خاصة» مؤكدا أن هذا المشروع سيكون أنموذجا يحتذى به في جميع الأحياء الأخرى. وأشار عمدة حي الصحيفة والعمارية منصور بن عقيل إلى أن الجميل في المشروع كونه انطلق بفاعلية كبيرة ومما زاده جمالا مشاركة جميع الفئات القاطنة في الحي فوجدنا الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين جميعهم صفا واحدا من أجل إظهار الحي بأجمل صورة. ولم يكتفِ القائمون بنشر فكرة النظافة داخل الحي فقط، إنما تجاوز ذلك لتسويقها على مواقع التواصل الاجتماعية، كما يتميز أبناء الحي بامتلاكهم موقعا خاصا على شبكة الإنترنت أطلقوا عليه اسم «جلسات شباب العمارية» ساهم هذا المنتدى في إيصال الفكرة إلى جميع الفئات المستهدفة خصوصا الشباب. وأوضح رئيس المنتدى صالح عبدالله «عندما قررنا الترويج للمشروع لجأنا في المقام الأول إلى شبكة الإنترنت ووضعنا موضوعا داخل المنتدى يوضح فكرة الحملة وتفاصيل المشاركة فيها» مؤكدا أن التفاعل على شبكة الإنترنت من أبناء الحي كان ظاهرا خلال مشاركتهم في المشروع فهناك من شارك في الإعداد ومنهم من شارك في الأفكار ومجموعة بيرة شاركت في حيثيات العمل والتنفيذ. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يشارك فيها الطالب عبدالعزيز باحمدان بصحبة زميله أحمد محمود في حملة نظافة الحي «مسؤوليتنا الاجتماعية تجعلنا ننطلق ونسهم في نظافة المكان الذي نتواجد فيه» واعتبرا أن المسلم يرشده دينه الحنيف إلى الاهتمام بنظافته الشخصية إضافة إلى نظافة البيئة التي يعيش فيها. كما أكد الطالبان متعب بجود ومشاري بجود أن الإنسان لو نشأ وتربى على النظافة وشعوره بالمسؤولية التي يحملها على عاتقه، سيأتي اليوم الذي نكون فيه من الأمم المتحضرة، ويوافقهما الطالب أيمن محسن «للأسف ليس عندنا وعي بأهمية النظافة، ومثل هذه الحملات لها فضل كبير في توعية الآخرين ممن لا يؤمنون بنظافة المكان الذي يعيشون فيه».