ضربة جديدة نالها تنظيم القاعدة بعد مرور ستة أسابيع تقريبا على مقتل زعيمه أسامة بن لادن في باكستان وذلك بمقتل فضل عبدالله محمد الذي كان يتولى مهمة تدريب المنضمين حديثا للتنظيم تاركا إرثا مهددا. وقالت الشرطة الصومالية، أمس الأول، إن محمد أحد أهم قادة القاعدة المطلوبين ومهندس تدبير الهجمات والخبير في التخفي والتهرب وفي اللغات، قتل في العاصمة الصومالية يوم الثلاثاء الماضي. وتقول واشنطن إن محمد الشهير كذلك باسم هارون متهم بالقيام بدور رئيسي في الهجوم على سفارتي أمريكا في عام 1998 في نيروبي ودار السلام الذي قتل فيه 240 شخصا. ويقول مسؤولون غربيون إن محمد الذي ينحدر من جزر القمر ويعتقد أنه في منتصف الثلاثينات تزعم هجوما على فندق يمتلكه إسرائيلي على الساحل الكيني في نوفمبر 2002 قتل فيه 15 شخصا. لكن بعض الأكاديميين وخبراء الأمن يعتقدون أنه قضى وقتا طويلا في السنوات الأخيرة في مجال تدريب المتشددين وتخطيط هجمات ضد الغرب وتبادل الخبرات مع الشبان الصوماليين ومع المسلمين الذين سافروا إلى الصومال لاكتساب خبرة شبه عسكرية. وتقول نيلي لحود الأستاذ المساعد بمركز مكافحة الإرهاب بأكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية لرويترز «ربما كان «محمد» صفوة الصفوة بالقاعدة من ناحية العمليات». وأضافت «وفاته خسارة للقاعدة لكني أظن أن دوره في الفترة الأخيرة كمدرب لابد أنه منحها فائدة عظيمة». وتقول الحكومة الصومالية إن مئات من المقاتلين الأجانب انضموا لحركة التمرد من بلدان محتلفة منها أفغانستانوباكستان ومنطقة الخليج ودول غربية مثل أمريكا وبريطانيا. واحتل بعض الرموز الجهادية الأجنبية مواقع قيادية في الجماعات المتشددة ومنها شباب المجاهدين الصومالية المسلحة. وأقام محمد في السنوات الخمس الماضية علاقات مع جماعة الشباب التي تقاتل من أجل إسقاط الحكومة الاتحادية الصومالية ويقول مسؤولون أمنيون غربيون إنه عمل كإحدى حلقات الاتصال بين المتمردين الصوماليين والقيادة المركزية للقاعدة في جنوب آسيا. ويقول متخصصون أمنيون تناولوا شخصية محمد بالدراسة إنه يبدو عمليا بدرجة عالية ونادر الانفعال ويحسب كل شيء بعناية. وكان يجيد العربية ولغة جزر القمر والسواحيلي والإنجليزية. ويقول الباحث الأسترالي ليه فاريل الخبير في شؤون القاعدة إن وفاة محمد سيكون لها مردود على «وجود «تنظيم القاعدة» وقدرات العمليات الخارجية للتنظيم في المنطقة». والمراوغة هي واحدة من مهارات محمد الفريدة. فقد تمكن من الإفلات من قبضة الشرطة الكينية مرة على الأقل وظل طليقا لمعظم العقد الماضي في الصومال وهو مجتمع فضولي لا يترك الغريب القادم إليه وشأنه عادة.