نيروبي، لندن - رويترز، ا ف ب - نفى متمردو حركة «الشباب» الصومالية المتشددة أمس الجمعة تهديدهم بالهجوم على العاصمة الكينية نيروبي في أعقاب حملة على الصوماليين هناك. وقالوا إن التسجيل الذي نُسب اليهم على الانترنت مزيف. وتركز الانتباه على الحركة المتشددة بعد تجدد مخاوف من وجود صلات تربطها باليمن وتنظيم «القاعدة» وبهجوم رجل صومالي على منزل رسام كاريكاتير دنماركي بعدما تردد أن المهاجم له صلة ب «الشباب». وذكر تسجيل بث على شبكة الانترنت أن التهديد جاء من متشددين غضبوا لقرار كينيا ترحيل داعية اسلامي جاميكي ومقتل متظاهرين في نيروبي خرجوا الى الشوارع قبل أسبوع للاحتجاج على قرار الترحيل. لكن شيخ علي محمد راجي وهو ناطق باسم «الشباب» قال ل «رويترز» عبر الهاتف إن الحركة لم تبث هذا التسجيل. وقال: «لم نهدد كينيا. القصة زائفة. لم نبث هذا قط على الانترنت ... يجب أن يتحقق الإعلام من كل شيء ليتأكد من أنه يعرف ما يكتب عنه». وكانت حركة «الشباب» التي تقول واشنطن إنها تعمل بالوكالة عن تنظيم «القاعدة» في الصومال هددت بمهاجمة كينيا في الماضي لكن الغضب تنامى بين الصوماليين في الأيام القليلة الماضية بعدما اعتقلت قوات الأمن الكينية مئات الصوماليين الذين يعيشون في ضاحية بنيروبي. وهددت حركة «الشباب» أيضاً من قبل بشن هجمات داخل اثيوبيا وكذلك أوغندا وبوروندي لأنها دول لها قوات حفظ سلام في الصومال لكنها لم تنفذ أياً منها. وتعرضت كينيا لهجمات لها صلة ب «القاعدة» بين عامي 1998 و2002 وصدرت تحذيرات أمنية من شن هجمات محتملة من قبل صوماليين على مراكز تجارية كبيرة في نيروبي العام الماضي. وقال رجال في التسجيل باللغة السواحيلية: «سنصل الى نيروبي إن شاء الله وسندخل نيروبي إن شاء الله... وعندما نصل سنضرب وسنضرب حتى نقتل والاسلحة التي لدينا كافية والحمد لله». لكن راجي قال ل «رويترز» إن الحركة التي تحارب الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وتريد فرض تفسيرها المتشدد للشريعة الاسلامية في الصومال لا تعرف من المسؤول عن بث التسجيل على شبكة الانترنت. وأضاف أن أحمد عبدي جوداني القيادي المنعزل في الحركة والذي يعرف أيضا باسم شيخ مختار عبدالرحمن أبو زبير لم يتحدث الى وسائل الاعلام في الاشهر الثلاثة المنصرمة. وقال الناطق: «فكيف يمكنه أن يهدد كينيا؟». وجاءت حملة الشرطة الكينية بعد احتجاج عنيف نُظّم في نيروبي على اعتقال الداعية الجاميكي الشيخ عبدالله الفيصل الذي سجن من قبل في بريطانيا لدعوته لقتل اليهود والهندوس والغربيين. وكان الكثير من المشاركين في الاحتجاج صوماليين ورفع البعض خلال اشتباكات الشوارع رايات سود تُعرف أنها لحركة «الشباب». وقالت الحكومة الكينية أول من أمس انها قامت بترحيل الفيصل الى جاميكا على متن طائرة خاصة. وفي لندن (أ ف ب) قال بريطاني محتجز مع زوجته منذ تشرين الأول (اكتوبر) الماضي من قبل قراصنة صوماليين، لتلفزيون بريطاني إنه يخشى أن يتم اعدامهما في الأيام المقبلة. وقال بول شاندلر (58 عاماً) لمحطة «آي تي في نيوز» مساء الخميس: «لقد نفد صبرهم. حددوا مهلة ثلاثة أو أربعة أيام. إذا لم تردهم أي أخبار حتى ذلك الحين سيتركوننا نموت، بحسب ما يقولون». وأضاف: «أخشى أن يقوموا بقتلنا وأن يتركونا في الصحراء»، موضحاً انه يلقى مع زوجته معاملة تليق «بحيوانات في الأسر». وخُطف البريطانيان في المحيط الهندي في 23 تشرين الأول (اكتوبر) في رحلة بين جزر سيشيل وتنزانيا. ونُقلا لاحقاً من مركبهما الشراعي الى سفينة شحن مخطوفة أيضاً راسية قبالة ساحل هاراديري قرية الصيادين التي تحولت معقلاً للقراصنة وتبعد 300 كلم شمال مقديشو. وطالب القراصنة بسبعة ملايين دولار للافراج عنهما. وأوضح شاندلر انه فُصل عن زوجته. وقال: «حاولنا البقاء معاً لكنهم ألقونا أرضاً وقاموا بجلدنا وضربوا ريتشل بأعقاب البنادق ونقلوني الى مكان آخر». وتابع: «تمكنت من الاتصال بها منذ حوالى 12 يوماً وقالت لي انها تتعرض لمضايقات باستمرار وتكاد تفقد الأمل».