عززت الأسرة الدولية، أمس، من ضغوطها على سورية وطالبت بريطانيا مجلس الأمن الدولي باتخاذ «موقف واضح» منها بينما عبر الاتحاد الأوروبي وواشنطن عن قلقهما من الوضع الإنساني في سورية وطالبا دمشق بالسماح بدخول فرق طبية فورا. وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيج لتليفزيون سكاي نيوز أن على مجلس الأمن الدولي اتخاذ «موقف واضح» بشأن سورية بإصداره قرارا يدين القمع الذي تمارسه القوات الحكومية ضد المحتجين في هذا البلد. وفيما يتزايد الغضب الدولي من حملة القمع السورية ضد المتظاهرين قال هيج إن احتمالات صدور قرار ضد سورية «غير مضمونة». وقال هيج لتليفزيون سكاي نيوز إن «الوقت حان» لأن يتحدث الرئيس السوري بشار الأسد إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وذكر مسؤولون في الأممالمتحدة أن الأسد يرفض الرد على المكالمات الهاتفية الواردة من بان كي مون الذي انتقد بشدة الرئيس السوري منذ اندلاع التظاهرات في مارس والتي خلفت 1100 قتيل على الأقل، بحسب منظمات حقوقية. من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة مجددا على هامش زيارة إلى كولومبيا عن «حزنه وقلقه العميقين» إزاء الوضع في سورية حيث يقتل «الكثير من الأشخاص». وقال بان «أنا حزين جدا وقلق جدا حيال ما يجري في سورية. لقد أدليت بالكثير من التصريحات وتحدثت مرات كثيرة مع الرئيس «السوري بشار الأسد» كي أقول له إن عليه أن يتخذ إجراءات فورية وحاسمة وأن يستمع لشعبه». وفي سياق المواقف الدولية المنددة بقمع نظام الأسد للمحتجين، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن «قلقها الشديد لتدهور الوضع الإنساني» في سورية، مجددة نداءها إلى السلطات السورية بالتوقف عن قمع المتظاهرين وبالسماح بوصول الوكالات الإنسانية. وقالت آشتون إنها تشجب «التصعيد في استخدام القوة الوحشية ضد المتظاهرين في سورية خلال الأيام الماضية». وشددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي على أن «الحصار المفروض على مدن، بما فيها درعا وجسر الشغور، يجب أن يرفع من دون تأخير»، وأن «المسؤولين عن أعمال العنف والقتل يجب أن يحاسبوا». وتشعر كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال بالإحباط من معارضة عدد من الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن لصدور قرار يدين سورية. وتستمر المحادثات خلف الكواليس خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتعارض روسيا والصين صدور قرار، كما أعربت كل من جنوب إفريقيا والبرازيل والهند عن تحفظات شديدة. وأعلن التليفزيون الرسمي السوري أن الجيش دخل، أمس، مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد لطرد «التنظيمات المسلحة» منها. وأكد وقوع «اشتباكات شديدة بين وحدات الجيش وعناصر التنظيمات المسلحة المتحصنة في محيط جسر الشغور وداخلها». وشددت القوات السورية القمع بشكل خاص في الأيام الأخيرة في محافظة إدلب «شمال غرب» على مسافة 330 كلم شمال دمشق. من جهتها أفادت وكالة أنباء الأناضول أن أكثر من 400 سوري عبروا الحدود التركية ليلة الأحد، ما يرفع عدد اللاجئين الذين أتوا من سورية للعيش في خيام جنوب تركيا إلى 5051. وتمنع السلطات التركية الصحفيين الدخول إلى مخيمات اللاجئين، وهو تدبير يرمي بحسب مصدر في المفوضية العليا للاجئين إلى «احترام كتمان هوية» اللاجئين وهو ما يشكل «إجراء طبيعيا» فيما يتعلق بحقوق اللاجئين .