ظهرت الناشطة الاجتماعية والمرشحة السابقة لمجلس الأمة الكويتي سلوى المطيري بمطالبة عجيبة لتضاف إلى مطالباتها وآرائها اللامنطقية الكثيرة، حيث دعت المطيري لسن قانون جديد لاستقدام الجواري في الكويت وذلك من باب المحافظة على شباب الكويت من الفتنة وخوفا عليهم من الوقوع فيما حرم الله! السيدة المطيري التي تبدو لي آراؤها عفوية وساذجة إلى درجة أنه من المفروض ألا تتجاوز مجالس النساء والتي تصدر عن شخصية بسيطة وطيبة برأيي على أقل تقدير إلا أنها تنم أيضا عن موروث نفسي طبقي يعانيه معظم أفراد مجتمعاتنا الخليجية. فالمرشحة السابقة لمجلس الأمة والتي استشهدت في حديثها عن الجواري بالخليفة العباسي هارون الرشيد والتي اقترحت أن يتم «استقدام» الجواري من سبايا روسيا لدى الشيشان ليستعبدن كجوار لتجار الكويت بدلا من أن «يمتن جوعا» على حد قولها، ليست إلا نموذجا من شريحة كبيرة يظن أفرادها أنه يحق لها ما دامت تملك المال أن تستعبد الأحرار بصور متعددة وتحت أسماء مقنعة ومختلفة! من الواضح أن مجتمعاتنا الخليجية مازالت تنظر للمجتمعات الأخرى بفوقية ومازالت مفاهيم الإنسانية لدينا ناقصة ومشوهة وتشوبها ألف شائبة وشائبة، قد تكون المطيري هي الوحيدة التي ظهرت علنا لتطالب بإحياء الاستعباد لأسباب ساذجة، لكن هناك الآلاف غيرها ممن يحاولون إحياء الاستعباد والاستغلال الجنسي للنساء بصور مختلفة وبإطارات شرعية لا تمت للدين بصلة ولنا في أنواع وأشكال وأسماء الزواج الجديدة أوضح برهان! سلوى المطيري التي تعامل معظم من شاهدوها مع مطالبتها بالعودة لزمن الجواري بسخرية وتهكم شديدين، هي سيدة في غاية البساطة عبرت عن رأيها بناء على خلفية اجتماعية مستعبدة للآخر بصورة غير مباشرة، لذا فالمشكلة الأساسية ليست في سلوى المطيري التي تريد أن نستعبد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، بل بالترسبات الاجتماعية الطبقية التي لابد من أن نتخلص منها كيلا نجد أنفسنا فجأة قد عدنا لزمن العبيد والجواري!