عندما يعود اللاعب للوقوف على قدميه بعد عدة هزات قوية يتعرض لها وتتسبب بشكل واضح في إسقاطة هبوط مستواه، فإن الأمر هنا لا يمكن تفسيره بموهبة اللاعب وقدراته فقط، بل في عقليته الكروية وتفكيره وتعامله مع الأمور بأفضل الطرق الممكنة وفي الملاعب المحلية لا يوجد في الوقت الراهن مثال يحتذى به في هذا الجانب مثل لاعب الوسط الهلالي محمد الشلهوب الذي أثرت فيه بعض العوامل خارج الملعب، وتسببت في هبوط مستواه، داخله خصوصا بوفاة والديه واختفاء بريق نجوميته في 2006 واستمرار ذلك الأمر حتى قدوم المدرب البلجيكي جيريتس. الشلهوب، لأنه لاعب محترف ليس بالعقود والأنظمة بل بعقليته، رضي بالبقاء على دكة البدلاء طويلا، ولم يتسلل الشك إلى داخله ويفقده ثقته بنفسه، ولكنه واصل العمل بصمت واجتهد وصبر، حتى عاد نجما لامعا، له ثقله في خط الوسط وأسهم بشكل واضح في نجاحات الهلال بالموسمين الأخيرين. والجميل في الأمر أن عودة الشلهوب إلى سابق عهده جاءت على الرغم من توهجه قبل ذلك ونيله من الشهرة الشيء الكثير وتحقيقه للبطولات واحدة تلو الأخرى، وتجاوزه حاجز ال 27 عاما، ولكن الإصرار والطموح في تحقيق المزيد هو ما جعله يعود ويتجاوز المرحلة الصعبة في وقت اختفت فيه نجومية لاعبين كثيرين بمجرد حصولهم على النجاحات المطلوبة رغم أن مشوارهم الكروي لا يزال فيه بقية. وبعيدا عن عقلية الشلهوب وإصراره على إعادة عقد الوفاق مع التألق، كان لشخصيته دور فاعل أيضا فيما وصل إليه، لأنه دائما ما ينسب نجاحاته لغيره لعدم اكتراثه بعبارات المديح التي يحرص غيره عليها، حيث قال بعد حصوله على جائزة رابع أفضل لاعب وسط عربي بحسب موقع «فيفا» إن السبب في ذلك يعود إلى إدارة النادي وزملائه اللاعبين. ختاما، على بعض زملاء الشلهوب في الفريق الاقتداء به والاستفادة من تجربته والطريقة التي تعامل فيها مع الظروف حتى عاد كما كان، لأن هناك عددا لا يستهان به من اللاعبين هبطت مستوياتهم ولا يزالون يبحثون عن أنفسهم، وللأسف أنهم يعتبرون قادة ولكن ب «قطعة قماش» ودون ذلك فإن هذا الاسم أكبر منهم وبكثير.