يثبت اللاعب «النجم» قدراته حتى في أصعب الظروف، كون الاختبار الحقيقي الذي يقيس مدى تفوقه يكمن في الأوقات الصعبة، لذلك لم يكن مستغربا أن يبقى خالد عزيز علامة فارقة في وسط فريقه الهلال، أو حتى أن يكون لاعب المحور رقم واحد بالكرة السعودية، رغم المصاعب والتحديات التي واجهها في مسيرته.. الكثيرون يرون مشكلة عزيز تكمن في عقليته كلاعب محترف، وجاء تركيز الأغلبية على تلك النقطة، موجهين سهام انتقادهم نحوه، وغضوا النظر عن نجاحاته التي تحدى بها العقوبات والإصابات المتلاحقة التي تعرض لها. عزيز الذي أراه ويراه غيري أفضل لاعب محور متواجد محليا، نظير امتلاكه المواصفات الكاملة لمركزه، من مساندة دفاعية وربط خط الدفاع بالوسط، إضافة إلى سد خانة الظهير، وكل تلك الأمور يقوم بها على أكمل وجه، رافضا أن يكون في عمله شيء ناقص، قال عنه البلجيكي جيريتس بعد أسابيع من وصوله للهلال إنه أكثر لاعبي الفريق قدرة على الاحتراف خارجيا. ولم يكن جيريتس مخطئا في وجهة نظره، لأنه قاس الأمور بالمستوى الفني للاعب، ولكنه عاد بعد فترة وغير قناعاته، مؤكدا أن أسامة هوساوي أكثر لاعبي الهلال قدرة على الاحتراف في أوروبا، وحقيقة تغير وجهة نظر جيريتس، تأتي بعد أن لاحظ حالة عدم الانضباط لدى عزيز في بعض المرات.. عزيز يملك قيمة فنية عالية، ومواصفات نادرة قلما نجدها في لاعبين محليين آخرين، وربما يكون أكثر لاعبي الدوري تكاملا ليس في مركزه وحسب بل بشكل عام، فالمدافعون نجد بهم أوجه قصور في نقاط معينة وكذلك لاعبو الوسط والهجوم، ولكن ما نقطة الضعف المتواجدة في عزيز داخل أرضية الملعب؟ قد يقول البعض قلة المساندة الهجومية، ولكن تلك المهمة لا يكلف بها لاعب الارتكاز الدفاعي على غرار عزيز، ولنا في نجم الارتكاز العالمي كلود ميكاليللي خير مثال في هذه النقطة. أخيرا.. أتمنى لو أن منتقدي عزيز بسبب تصرفاته في بعض المرات، ينصفونه في نقطة يستحق فيها الإنصاف، ألا وهي عدم هبوط مستواه رغم الإيقافات الإدارية والإصابات والانتقادات، فقد تحدى تلك العوامل وظل صامدا، ويا ليت أن «قائده» بالفريق يستفيد من تعاطيه مع المعوقات، ويتعلم منه كيف لا يسقط.