خالد هاشم.. مهندس سعودي طموح، حاول التخلص من البطالة بتدشين مشروع جديد وفريد يستطيع توظيف عدد من الشباب والشابات العاطلين، فقرر بعد دراسات جدوى اقتصادية إنشاء أول مؤسسة سعودية متخصصة في بيع الحلويات والشكولاته لمرضى السكر حيث يشعر مرضى السكر الذين تزيد نسبتهم على 20 % بين السعوديين بالحرمان من تناول الحلويات والمكسرات فقرر تقديم خدمة «الحلوى الصحية» لهؤلاء المرضى وحصل على الترخيص الاستثماري للمشروع من الجهات المختصة وبدأت منتجات المشروع تلقى إقبالا، لكن ريح «هيئة الغذاء والدواء» لم تأت بما تشتهي سفن المستثمر الشاب وتواجه الشركة خطر الإفلاس بعد توقف نشاطها. وجاءت مخاوف الإفلاس للشركة بسبب إصرار هيئة الدواء والغذاء على موقفها بضرورة إضافة تحذير على العبوات بأن الإكثار من هذه الحلوى يسبب الإسهال، ما دفع صاحب المشروع إلى اللجوء إلى وزارة التجارة التي بدورها أكدت أن تدخلها سوف يكون بصفة ودية، كما فشلت محاولات الغرفة التجارية الصناعية في احتواء إفلاس المؤسسة وتدخل رئيس الغرفة صالح شخصيا؛ لإنقاذها وحماية ذلك النشاط التجاري الجديد من الوأد مبكرا، لكن دون نتيجة إيجابية. ويرصد المهندس خالد هاشم في حديث ل «شمس» المصاعب التي واجهته في المشروع الذي كان يراوده عندما كان يدرس هندسة البترول في الولاياتالمتحدة وتسببت البيروقراطية التي لا تحترم مصلحة أصحاب المشاريع الصغيرة في الإفلاس. يقول إنه تبنى إنشاء مؤسسة لبيع الحلويات والشكولاته لمرضى السكر الذين حرمهم المرض من الاستمتاع بطعم الشكولاته وهذا شجعه إلى فتح أول محل قبل عدة سنوات. وواجه خلال التسويق متاعب كبيرة، فالكثير من المرضى لم يدركوا أن هناك حلويات تمكنهم من الاستمتاع بالطعم الحلو دون الإضرار بصحتهم ومع الأيام بدأت ثقافة الحلوى الصحية تنتشر في المملكة وبدأ يلاحظ إقبالا على هذا النوع من المنتجات المخصصة لفئة مرضى السكر ووجد تفاعلا من الجمعيات التي ترعى مرضى السكر. ويضيف المهندس خالد خلال العشر سنوات الماضية وحتى وصول الكميات الأخيرة من البضاعة، كنا نقوم بتسويقها ولم يتم تحذيرنا أو الطلب منا بوضع مثل هذه التحذيرات ولكن عندما وصلت البضاعة إلى ميناء جدة الإسلامي فوجئت بإيقافها من قبل الجمارك بحجة أن هيئة الدواء والغذاء رفضت دخولها وطلب وضع ملصق تحذيري وهو الأمر الذي وافقنا عليه وطلبت حسب الأنظمة استلام البضاعة وتأمينها في المستودع مع التعهد بعدم التصرف فيها وهو إجراء معمول به في النظام «ولكن بكل أسف تركت البضاعة في الميناء تحت أشعة الشمس وهي مادة غذائية ولم يتم قبول أي من الحلول». ويشير خالد «تقدمت إلى وزارة التجارة وردت أنها سوف تتدخل وديا.. وهنا أتساءل: لماذا وديا وهي المسؤولة عن حماية التجار؟.. ولم يقف الأمر عند هذا بل تقدمت إلى غرفة جدة التي بدورها فشلت في مساعدتي وحمايتي من الإفلاس» مبديا استغرابه من الحديث عن الحاضنات والدعم لمشاريع الشباب ووصفها بأنها ما زالت حبرا على ورق ولا تجد دعما حقيقيا من المسؤولين بعكس مشاريع الكبار. ومن جهة أخرى قال مسؤول في هيئة الغذاء والدواء إن وضع العبارات التحذيرية على العبوات من التقاليد التجارية المعروفة في كافة دول العالم للحفاظ على صحة المستهلكين.