أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في افتتاح اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أمس، أن أيام العقيد معمر القذافي في الحكم معدودة ورحيله عن السلطة بات حتميا. وأضافت «نحن نعمل مع شركائنا الدوليين في إطار الأممالمتحدة للتحضير لما بعد القذافي في ليبيا». وكشف مصدر دبلوماسي خليجي أنه تم التوصل إلى اتفاق من أجل تفعيل الآلية المالية المؤقتة لدعم المجلس الوطني الانتقالي، وهي آلية توجد صندوقا تودع فيه المساهمات المخصصة لليبيين. وأضاف أن هذه الآلية «لا تشمل أموال نظام القذافي المجمدة». وصرح وزير الخارجية الإيطالي أمام الاجتماع أن بلاده ستمد المعارضة في ليبيا بما قيمته 400 مليون يور من النفط والنقد. وأضاف أن هناك ما يربو على ثمانية مليارات يورو لليبيا مجمدة في إيطاليا «وهي ليست ملكا النظام بل للشعب الليبي». وشارك في الاجتماع ممثلو 40 دولة ومنظمة بينهم وزراء خارجية 20 دولة تشكل مجموعة الاتصال حول ليبيا. وهذا هو الاجتماع الثالث للمجموعة التي تشرف سياسيا على العملية في ليبيا. ونسبت وكالة أنباء رويترز لمسؤول أمريكي رفيع المستوى القول إن «المجتمع الدولي بدأ يناقش سيناريو لعبة النهاية، وهو سيتضمن وقفا لإطلاق النار وترتيبات سياسية وكذلك وضع القذافي وأفراد عائلته». وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية أستير بيرت، الذي يتوقع أن يشارك في المحادثات إن «مجموعة الاتصال ستتمسك برسالتها التي تنص على أن القذافي ونظامه وعائلته قد فقدوا الشرعية وعليهم أن يرحلوا حتى يستطيع الشعب الليبي أن يقرر مستقبله، وستتصاعد الضغوط على القذافي في جميع المجالات، الاقتصادية والسياسية والعسكرية، حتى يرحل». من جانبه، ناشد الرئيس السنغالي عبدالله واد القذافي أن يتنحى، وعرض المساعدة في تيسير خروج حليفه السابق من السلطة. وقال واد خلال زيارة لمدينة بنغازي الليبية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة: «من مصلحتكم ومصلحة الشعب الليبي بأسره أن تتركوا السلطة في ليبيا وألا تحلموا بالعودة إليها قط»، وأضاف «بإمكاني أن أكون أحد من يساعدونكم على الانسحاب من الحياة السياسية.. وكلما أسرعتم بالرحيل كان ذلك أفضل لإنقاذ أرواح الليبيين». وفي هذه الأثناء، أفادت تقارير بمقتل 14 من الثوار أثناء محاولتهم صد تقدم قوات القذافي باتجاه مصراتة، وأن 20 آخرين أصيبوا بجراح. وفي طرابلس هزت الانفجارات الناجمة عن عدة غارات شنتها طائرات حلف شمال الأطلسي على بعض المواقع العسكرية في المدينة. وجاءت الغارات بشكل متتابع يفصل بينها بضع دقائق. وقصفت بوارج الحلف مطار معيتيقة العسكري بالعاصمة. وكان المطار قاعدة أمريكية في الماضي وحتى عام 1969. ولم يتم بعد حصر الخسائر المادية الناجمة عن قصف المطار. وفي تطور منفصل أعلن مدعي عام محكمة الجنايات الدولية لويس أوكامبو أن هناك أدلة على أن القذافي أمر باغتصاب مئات النساء في سلاح استخدمه ضد المعارضة. ولم تعلق السلطات الليبية بعد على التقارير التي تحدثت عن الاغتصاب. وكان أوكامبو طلب من قضاة المحكمة، مايو الماضي، الموافقة على مذكرة اعتقال للقذافي ونجله سيف الإسلام ومدير الاستخبارات عبدالله السنوسي. وناقش مجلس حقوق الإنسان بجنيف، أمس، ادعاءات بانتهاك لحقوق الإنسان قامت بها قوات القذافي والمعارضة على حد سواء .