عندما عاد الغيني الحسن كيتا المحترف في صفوف فريق الشباب الأول لكرة القدم إلى الملاعب السعودية أعلن أنه سيسجل 28 هدفا إلا أنه لم يصل إلى نصف هذا الرقم من الأهداف وهو الأمر الذي رفض تسميته بالفشل مشيرا إلى أنه مر بظرف إصابة تعاوده من فترة إلى أخرى أبعدته عن مواجهات كان بإمكانه تسجيل ثلاثة أهداف على الأقل في كل واحدة منها. وأبدى كيتا استغرابه من حسم 100 ألف ريال من راتبه نتيجة تأخره في العودة من إسبانيا بعد أن غادر إلى هناك لإنهاء أموره مع ريال مايوركا الإسباني؛ حيث أشار إلى أن تأخيره جاء نتيجة خطأ لا يتحمله وكشف أن الاتحاد لن يتعاقد معه مبررا ذلك بأن رقم هاتفه المحمول لدى منصور البلوي عضو شرف النادي الذي لو أراد التعاقد معه لاتصل به وألمح إلى أنه ربما يلعب في يوم من الأيام لريال مدريد أو برشلونة الإسبانيين. أمور كثيرة تحدث عنها كيتا بلا تحفظ خلال هذا الحوار الذي بين أيديكم فإليكم تفاصيله: بدأت أفضل بداية تتمناها جماهير الشباب، سجلت هدفا حاسما أمام الحزم ثم أتبعته بآخر في مرمى النصر، لكن بعد ذلك انطفأ بريقك لأسباب غامضة، فما الذي وراء تراجعك الغريب؟ ببساطة إنها الإصابة التي حرمتني من تقديم ما أملك، فبعد ثالث مباراة مع الشباب أصبحت إصابة الفخذ تعاودني باستمرار بين فترة وأخرى ولكني رجل مؤمن بأن الإصابات جزء من حياة اللاعب وعليه التعامل معها بشكل احترافي، وأطمئنك الآن بأنني أشعر بتحسن كبير مقارنة بالسابق. ولكنك لم تغب سوى مباريات بسيطة مع الاتحاد، فهل للرعاية الطبية دور في ذلك؟ أنا ألعب منذ 12 عاما وهذه الإصابة تحدث للمرة الأولى معي في الشباب، الذي أحصل فيه على الرعاية الطبية الجيدة ولكن أعتقد أن إصابة العضلات تحدث عندما لا تكون جاهزا من الناحية النفسية وكما قلت لك الآن أنا أشعر بأنني أكثر جاهزية من أي وقت مضى في الشباب. لكن البعض يبرر تخلي ريال مايوركا عنك بمعاناتك من هذه الإصابة التي صُنِفت بأنها مزمنة؟ أولا أنا من ألغى العقد مع مايوركا وليس النادي، لأنني ببساطة خلال سنتين ونصف من اللعب في صفوف ريال مايوركا لم ألعب سوى دقائق قليلة ومع ذلك عندما أدخل بديلا أصنع الفارق وأحرز أهدافا لمصلحة الفريق وعندما لم أصل إلى حل مع مايوركا حيال هذا الأمر، قررت إلغاء العقد. وأنت تعرف كم هو محبط البقاء على مقاعد البدلاء لفترات طويلة. ولماذا لم تبحث عن نادٍ أوروبي للعب في صفوفه خلال الفترة الشتوية؟ أردت العودة إلى هنا للعب في السعودية من أجل إعادة ثقتي بنفسي والعمل على جاهزيتي البدنية بشكل كامل، للعودة إلى أوروبا مجددا. البعض يقول إنك لاعب مزاجي، تظهر متى ما أردت الظهور ودليل ذلك هدفك الأخير في الأهلي الذي رجح كفة فريقك، فما ردك؟ نعم أعترف بأن هذا صحيح، لكن عليك أن تعرف أن الفريق ليس لاعبا واحدا إنما 11 لاعبا، والركض بشكل متواصل دون كرة لا يجدي نفعا. وأحيانا كثيرة أكون بموقع جيد لتسجيل الأهداف، ولكن لا أحد يمرر لي الكرة وهذ يدفعني للجنون؛ لأن مهمتي الأساسية التسجيل وليس الركض في الملعب. هل يعني ذلك أنك لم تعتد طريقة لعب الشباب بعد؟ نعم، قد يكون السبب أن اللاعبين لم يعرفوا استغلال إمكانياتي بشكل جيد وهذا ليس دور المدرب إنما دور اللاعبين. وأعتقد أن المسألة مسألة وقت لا أكثر ولا أقل وسأعتاد على طريقة اللعب الشبابية. مع الاتحاد اندمجت بسرعة فائقة، ما الفارق بين طريقة لعب الفريقين؟ الاتحاد يلعب بطريقة الكرات الطويلة وهي الطريقة التي تناسبني، أما هنا في الشباب فطريقة اللعب تعتمد على الكرات القصيرة بكثرة كما قلت لك سابقاً. في المؤتمر الصحفي قلت إنك ستسجل 28 هدفا، ولكن حتى الآن لم تسجل ولا حتى نصف ذلك العدد، ألا تعتبر ذلك فشلا؟ أرفض اعتبار ذلك فشلا، لأنني عانيت كثيرا من الإصابة التي حرمتني كثيرا من المباريات التي أعرف مسبقا أنني سأسجل ما لا يقل عن ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة وربما لن أصل إلى 28 هدفا ولكن سأكون قريبا من ذلك الرقم. حتى مع أسلوب اللعب الشبابي المختلف عنك؟ نعم حتى مع ذلك الاختلاف. سأنتقل إلى موضوع آخر وهو العقوبة التي فرضتها إدارة الشباب عليك بخصم 100 ألف ريال من راتبك، هل لك أن تحدثنا عن أسباب هذا الخصم؟ سأكون صريحا جدا معك، أنا محترف كرة قدم منذ 12 عاما وهذا أمر يحدث لي للمرة الأولى في الشباب. المسألة باختصار أنني استأذنت الإدارة وذهبت إلى إسبانيا في إبريل الماضي لإنهاء بعض الأمور المتعلقة بي هناك وحصل خطأ من طرف النادي اضطررت على أثره للبقاء يومين في إسبانيا بعد إخطار الإدارة بذلك وعندما عدت وجدت أنهم فرضوا علي تلك العقوبة، رغم عدم اقتناعي بالمبررات التي ساقوها لكنني فضلت تقبل الأمر وعدم الدخول في مشاكل مع الإدارة. ما خطأ الإدارة؟ لم يرسلوا لي المبلغ الذي كان عليهم دفعه لي إلا متأخرا، وهو ما أجبرني على البقاء لاستقبال المبلغ وإنهاء أموري في إسبانيا، وعندما عدت قالوا لي إنه ليس خطأهم. والمشكلة ليست في خصم هذا المبلغ الكبير من حقوقي إنما في عدم توضيح أسباب العقوبة التي وقعت علي وأنا لعبت في مايوركا وأعرف عندما يتأخر اللاعب عن التدريب يدفع 100 يورو وعندما يغيب عن التمرين يدفع 500 يورو ولم يكن عليهم خصم أي مبلغ من راتبي لأنه ببساطة ليس خطئي. تعرف أن الشباب تعاقد مع إبراهيما ياتارا، والأخبار تقول إنه بديل لك. إذا صحت الأحاديث، فإن هذا خبر جيد. خبر جيد؟ أليست غريبة أن يسعد لاعب محترف بخبر الاستغناء عنه؟ أنا لم أقل إنني لا أريد الشباب، لكن صدقني لا توجد أخبار تخرج من العدم. وأؤكد لك أنه في حال رغب الشباب في الاستغناء عني فلا مشكلة لدي في ذلك وأنا لدي مدير أعمال سيجد العديد من الأندية التي ستتقاتل للحصول على خدماتي ولهذا دعنا نتحدث في الحاضر فقط ولا نفكر كثيرا في المستقبل. هل ستبحث عن نادٍ هنا أم تعتقد أنك جاهزا للانتقال إلى أوروبا؟ دعنا نكون أكثر صراحة، لا أحد يستطيع رفض عرض أوروبي لأنه من المؤكد أن ذلك خطوة إلى الأمام بالنسبة له. ماذا لو عرض عليك الاتحاد العودة إلى صفوفه؟ صدقني، لن يعرض علي الاتحاد العودة. ولكن لماذا كان بعض الاتحاديين مستائين من تسجيلك لمصلحة الشباب في يناير الماضي؟ منصور البلوي يعرف رقمي، ولو كان يريد التعاقد معي لاتصل بي، حيث إنه تربطنا علاقة جيدة لكن منذ قدومي للمملكة لم يتصل بي حتى للسلام. وأعتقد آخر مكالمة جمعتنا كانت قبل عام واحد عندما كنت في إسبانيا وأخبرني خلالها أنه مبتعد عن الاتحاد. لكن كيف تكون بلا خطة مستقبلية وأنت تعلم أن الشباب قد يستغني عنك في أي لحظة؟ أنا لا أشغل نفسي بمستقبلي، وكل ما أفكر فيه هو الحاضر فأنا لاعب شبابي علي العمل بجد لخدمة الفريق. أما مستقبلي فأعلم أنني سألاقي النادي الذي يبحث عن كيتا. ولا تعلم قد تجدني غدا في ريال مدريد أو في برشلونة أو حتى باقيا في صفوف الشباب. ما ملاحظاتك على العمل في الأندية، خصوصا أنك لعبت في فريقين من أكبر الفرق في المملكة؟ العمل الإداري سيئ جدا، ولا يختلف هذا الأمر عن أي ناد آخر في السعودية. والفرق الوحيد بين الناديين أنني في الشباب عرفت كلمة الخصم من الراتب للمرة الأولى في تاريخي، بينما خلال سنتين في الاتحاد لم يُنقص مني ريال واحد. دعني أتحدث معك في محور مهم جدا وهو كأس الملك، هل ستعمل بشكل مختلف للظهور بمستوى جيد وتمسح تلك الصورة التي ظهرت بها؟ أعلم ما الذي ترمي إليه، وإجابتي هي لا. سأعمل كأنني أستعد لأي بطولة أخرى. ببساطة فلسفتي تقول إن الماضي انتهى ولا أحبذ البقاء في ذكراه. هل تعلم أن بعض هذه الإجابات قد تغضب إدارة الشباب؟ أنا لا أحب تمييع الأمور، أنا كتاب مفتوح، ولن أغير تلك الصفة أبدا. بحكم أنك عشت في المدينتين، ما الاختلافات بين الرياضوجدة؟ الرياض مقيدة أكثر بينما جدة لا تحمل كل تلك القيود. أنت سعودي وتعلم ذلك الاختلاف. في جدة تستطيع لبس ما تريد بينما هنا في الرياض لا تستطيع فعل ذلك. أهل الرياض ليسوا منفتحين جدا بينما أهل جدة العكس تعيش بينهم وكأنك منهم. المجال مفتوح لك للحديث.. بإمكانك قول ما تريد. شكرا لك. وأصدقك القول أنني استمتعت بهذا الحوار الأول الذي أظهر من خلاله في صحيفة سعودية منذ قدومي للشباب قبل خمسة أشهر .