جهل البعض للدور الكبير الذي قد تلعبه وسائل الإعلام في تربية «الذوق العام» لدى المتلقين، يجعلهم يستهينون منح المساحات الكبيرة والزوايا «المظلمة» لبعض من يقودون هذا «الرأي» وهم في الأصل ذوو ذوق فاسد، ولهذا عزيزي القارئ هل تساءلت يوما ما لماذا في ملاعب أوروبا تجد مشجعين ملتزمين بقواعد التشجيع والنظام.. ولاعبين محترفين داخل وخارج الملعب.. وإداريين يعملون وفق أنظمة وقواعد وقوانين.. يبدعون في ابتكار ما يطور اللعبة ويدفعها للإمام؟!! إن المسؤولية المناطة بالإعلام الرياضي من خلال دوره التنويري، ستجعل عمل الاتحاد السعودي لكرة القدم أو أي اتحاد لعبة أخرى أكثر سهولة وبالتالي أكثر تركيزا وتناغما للوصول إلى أفضل المخرجات، وبالتالي الوصول إلى مقارعة مستويات شرق القارة التي تقدمت علينا في الأعوام الماضية.. للأسف فقد ابتلي إعلامنا الرياضي «بالمتعالمين» الذين قاموا بجر الذوق العام لأدنى درجاته من خلال أطروحاتهم، واختيارهم للمفردات والمصطلحات.. فهو إعلام «متعصب» للأندية يصدر ما يعاني منه من أمراض إعلامية للجماهير، وأستطيع أن أصفها بالقيم الرياضية والإعلامية «المنحطة»، بالعمل على تكريسها وترويجها من خلال «الزوايا المظلمة» وهذا من شأنه تهبيط الذوق العام للمجتمع الرياضي لدينا.. ولهذا فإننا نجد أشخاصا من هذه النوعية من خريجي مدرجات التعصب، يقودون برامج وصحف قيادة إلى المجهول من خلال «تغييبهم» لعقل المتابع الرياضي عن أولويات مهمة وجوانب أسمى للرياضة، دون أي ذرة إحساس بالمسؤولية لديهم!!! وقد تجد أيضا هذه الفئة داخل منظومة إعلام «النادي» الواحد، فمنهم من اقتحم الساحة عنوة فأصبح يحاول قيادة الرأي العام لجماهير ناديه «بجهله» إلى نوع من «الفوضى» وعدم الاستقرار، فهو يهيج المشاعر من خلال دغدغة المشاعر، والقيام بإذكاء المشكلات وإثارتها من خلال انتقاء مشكلة صغيرة حدثت في فترة ما ولظرف ما ومحاولة تعميمها دون وعي وإدراك لما قد يسببه ذلك من شرخ وفجوة وفراغ إداري أو فني سيتسبب في آثار جانبية سلبية على عمل المنظومة ككل!! بالبووووو: فكما قال الشاعر: إذا كان الغراب دليل قوم؟!!.. لن أكمل الشطر الثاني لأني سأتركه لفطنة القارئ التي أراهن عليها كثيرا.