فوجئ الزائرون لأول معرض سعودي للتوظيف تنظمه إمارة الرياض حاليا بقلة إقبال الشباب الباحثين عن وظائف بدرجة كبيرة مقارنة بمعارض التوظيف التي شهدتها جدة والدمام أخيرا فيما كان الحضور النسائي شبه منعدم باستثناء فتاتين جاءتا المعرض على استحياء ولم تستغرقا وقتا طويلا حتى خرجتا من المعرض، وبقيت مقاعد مركز الملك فهد الثقافي التي تستضيف الراغبين في التوظيف خالية بينما شغل منظمو المعرض جهاته السفلية لإعطاء انطباع أن هناك إقبالا على المعرض الذي افتتح أمس الأول. وربط شباب وبعض فتيات التقتهم «شمس» بين قلة الإقبال على التوظيف وبين نقص الدعاية للمعرض من حيث موعد انعقاده وعدد الفرص الوظيفية المتاحة ونوعية تلك الوظائف والحدود الدنيا والعليا للرواتب بجانب الشركات الراغبة في التوظيف داعين إلى أهمية الإعداد الجيد لتلك المعارض حتى لا تتحول إلى مجرد مهرجانات احتفالية دون طرح وظائف حقيقية. وعلى جانب منظمي المعرض الذي ينظمه مجلس الغرف السعودية بالتعاون مع وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» رفض أحد القائمين على التنظيم اعتبار قلة الإقبال في اليوم الأول عزوفا من الشباب عن المعرض وسوءا في عملية الإعداد والتنظيم متوقعا تزايد أعداد المشاركين خلال آخر يومين وهي عادة معظم معارض التوظيف حيث يختتم المعرض أعماله مساء غد. وذكر المشرف العام على معرض التوظيف السعودي الأول صالح الغامدي أن المعرض يسعى إلى مساعدة المواطنين على التقدم والتطور والارتقاء بمستوى أدائهم وخبراتهم لتتناسب مع الفرص الملائمة لهم في سوق العمل السعودية واستعراض أفضل الطرق للتقدم للوظائف والتحضير للمقابلة الشخصية، موضحا أن المعرض من المقرر أن يستقطب عددا كبيرا من طالبي العمل من الجنسين، وذوي الاحتياجات الخاصة، والباحثين عن فرص وظيفية أفضل، والطلاب المبتعثين في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وأيضا شركات ومؤسسات القطاع الخاص، والجهات الرسمية ذات العلاقة ومكاتب التوظيف الخاصة، والجهات الداعمة للمشاريع المتوسطة والصغيرة. من جهة أخرى أكد رئيس مجلس الغرف السعودية المهندس عبدالله المبطي التزام عشرات الشركات الاستثمارية بتوفير فرص عمل للشباب السعودي بديلا عن العمالة الوافدة خاصة أن تطبيق برنامج «نطاقات» قريبا سيحرم شركات «الأحمر» من كافة خدمات وزارة العمل ما لم تصحح أوضاعها مشيرا إلى أن المعرض يهدف إلى دعم جهود الدولة في عملية توطين الوظائف وتشجيع منشآت الأعمال على استيعاب الشباب السعودي, حيث تتاح الفرصة للمواطنين السعوديين في جميع التخصصات للقاء المباشر مع أصحاب العمل ومديري التوظيف لدى الشركات والمؤسسات الكبرى وجهات التوظيف المختلفة والاطلاع على الفرص الوظيفية وفرص التدريب والتعلم المتاحة والمناسبة لهم. وأكد المبطي ارتفاع نسبة مساهمة القطاع الخاص في توفير الوظائف عن معدلاتها المستهدفة في خطة التنمية الثامنة لتبلغ 6.9 مليون موظف في العام 2009 يمثلون 84.3 % من إجمالي العمالة بالمملكة، مفيدا أن عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص بلغ نحو 2.8 مليون موظف بمعدل نمو بلغ 3.6 %. ورفض المبطي الذي تولى رئاسة الغرف التجارية خلفا لصالح كامل التقليل من دور شركات القطاع الخاص في عملية التوظيف للشباب السعودي وقال: «القطاع الخاص يلعب دورا مهما في مجال توفير الوظائف للمواطنين بعد ارتفاع مساهمته في الناتج المحلي التي بلغت 47.8 %.. وعلينا عدم الاستعجال.. هناك تطور حقيقي في سوق التوظيف يصب لصالح الشباب، مشيرا إلى أن الاستثمارات الخاصة بالقطاع الخاص زادت قيمتها لتصل إلى نحو 191 مليار ريال. أما الأمين العام لمجلس الغرف السعودية الدكتور فهد السلطان فأوضح أن تنظيم المعرض «جيد للغاية» ويأتي في سياق الجهود التي يبذلها المجلس لدعم توظيف السعوديين وتأهيلهم والدفع بهم لسوق العمل وبناء شراكات استراتيجية مع جميع الأطراف المعنية بهذه العملية، مؤكدا أن القرارات الملكية الأخيرة والتوجيهات الكريمة بالإسراع في عملية توطين الوظائف في القطاع الخاص تعطي أهمية وزخما كبيرين للمعرض في هذا التوقيت .