أرغب بشدة في أن أعرف كيف ماتت الحمامة البيضاء على الرصيف المقابل لمقهى ما، كان رأسها مسوى بالأرض، غير واضح المعالم، خليطا من لحم منبعج ودماء حمراء، ولما كان لونها أبيض؛ فقد شكّل هذا التجاور بين دمها وبياض ريشها موتا آخر لي، لا أريد أن أعرف من قتلها؛ فالقتلة كثر ويعيشون بيننا ولا فضول عندي لمعرفتهم، ومعرفة دوافعهم، أريد فقط أن أعرف كيف ماتت؟ كيف تم اصطيادها؟. وما الذي فكرت فيه الحمامة قبل أن تموت بثوان، وهل علم سرب الحمام الأخير بموتها؟ أما لماذا أريد أن أعرف كل ذلك؟ فلا أدري. يا الله، حتى الحمام الأبيض يموت في بلادي قتلا. زياد خداش