أهل الموشَّحات الغنائية ذات التكاليف النغمية العالية، يعيدونها إلى زمن «الأندلسيات»، خصوصا مع ترديدات «يا زمان الوصل بالأندلس». ما سُمع في الأيام الماضية، وما تم توقيعه بالأمس في «زعبيل دبي»، يقودنا إلى زمان «وصل» آخر، مع شخصية كروية جدلية لا تزال تشغل أذهان عشاق «المجنونة» شرقا وغربا. وقعت إدارة الوصل الإماراتي عقدا لموسمين مع الأسطورة دييجو مارادونا لتدريب فريقهم، صاحب المركز الخامس في دوري بلاده. بمجرد التوقيع مع مارادونا، طار ضوء الإعلام إلى إمارة «الثراء والجدل»، وبرز السؤال العربي كالمعتاد حول قيمة الصفقة، بينما اهتمت الأسئلة الإعلامية الأوروبية واللاتينية وغيرها، بما يدور في رأس «داهية التانجو»، بشأن أحداث «فيفا» الأخيرة. لم يتردّد مارادونا في رده على السؤال «الغربي»، بوصف أهل قرار اتحاد الكرة الدولي ب«الديناصورات»، ولم يتردد أيضا في رده على السؤال «العربي»، برفض الإفصاح عن قيمة العقد. ما خرج في بعض وكالات الأنباء، أوضح أن العقد بعشرة ملايين دولار «نحو 38 مليون ريال»، بينما راجت شائعة في الأيام الماضية سببها خبر في صحيفة برازيلية، أفاد بأن قيمة الصفقة 34.5 مليون دولار «ما يقارب 130 مليون ريال»! إذن، ربما تعود نفس الرائحة التي راجت مع «سخط منبري» سابق، حينما شارك النجم الأرجنتيني لدقائق معدودة في احتفال «اليوبيل الذهبي» للأهلي السعودي قبل 23 عاما، لأن نفس الذهنية العربية لا تزال سارية. يحق لإدارة الوصل أن تفكر في الترويج لناديها، بجذب أضواء العالم نحو من يسمَّى أحيانا «مرضونا»، حينما لاحقته فضائح المونديال، وكاد يقتل أخطبوط التوقعات «بول»، ولعلها بعد ذلك كله، تصل لأهدافها في حال «النجاح التسويقي».. ليتنا نتجاوز أرنبة أنوفنا قليلا، فشراء الأضواء يتطلب أحيانا عقودا ضخمة مع شركات علاقات عامة.