أعلنت وزارة الخارجية الصينية، أمس، أن دبلوماسيا صينيا أجرى أول محادثات رسمية للبلاد مع زعيم المعارضة الليبية مصطفى عبدالجليل. وقال المتحدث باسم الوزارة هونج لي: «التقى السفير الصيني لدى قطر تشانج تشي ليانج أخيرا مع عبدالجليل وتبادلا الآراء حول الوضع في ليبيا». وحافظت الصين على علاقات طيبة مع الزعيم الليبي معمر القذافي منذ توليه السلطة في انقلاب عام 1969، ولديها مصالح اقتصادية قوية في ليبيا. وتعارض بكين، العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي التي تملك حق الاعتراض، الغارات الجوية التي تنفذها الدول الغربية على مؤسسات عسكرية يسيطر عليها القذافي. وامتنعت الصين عن التصويت على قرار المجلس حول ليبيا، مارس الماضي، لتسمح بصدوره فيما بعد مع بعض التحفظات. من جهة أخرى، أعلنت فرنسا أنها تعمل مع المقربين من القذافي في محاولة لإقناعه بالتنحي عن السلطة، وفي الوقت نفسه تعمل على زيادة الضغط العسكري على قواته مع بدء الشهر الثاني من تجديد مهمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا، مدتها ثلاثة أشهر. وكشف وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه أن «القذافي يزداد عزلة. انشق المزيد من حوله وتلقينا رسائل من الدائرة المقربة منه التي تفهم أن عليه أن يرحل». وأضاف «سنزيد الضغط العسكري كما فعلنا منذ عدة أيام.. لكن في نفس الوقت نحن نتحدث مع كل من يستطيع إقناعه بأن يترك السلطة». ومدد التحالف العسكري الذي يقوده حلف شمال الأطلسي «الناتو» في ليبيا هذا الأسبوع مهمته لحماية المدنيين ثلاثة أشهر بعد أن أوضح القذافي أنه لن يتنحى رغم الانتفاضة المندلعة ضده منذ أربعة أشهر وخلفت آلاف القتلى. واشترطت المعارضة الليبية والحلف رحيل القذافي أولا قبل أي وقف لإطلاق النار، لكن القذافي أبلغ رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما بكل قوة أنه لن يترك ليبيا. ميدانيا، تعرضت العاصمة طرابلس، فجر أمس، إلى سلسلة جديدة من غارات الحلف استهدفت أيضا منطقة مجاورة في الغرب، في حين واصلت قوات القذافي قصف المناطق المتقدمة للثوار على خطوط الجبهة. وحول المواقع التي استهدفت في طربلس قال مسؤول حكومي ليبي طلب عدم ذكر اسمه إن الضربات أصابت مخيما قبليا على مقربة من مقر القذافي في باب العزيزية، وهو نفس الموقع الذي كانت قوات الحلف قالت إنه في الواقع مقر لتجميع آليات قوات العقيد الليبي. وتتعرض العاصمة الليبية لغارات شبه يومية يشنها الحلف الذي بدأ منذ 13 مارس الماضي عملية عسكرية ضد قوات القذافي. وأفادت مصادر متطابقة عن انتشال ما لا يقل عن 120 جثة لمهاجرين فروا من ليبيا واعتبروا في عداد المفقودين قبالة السواحل التونسية بعد غرق مركبهم، وتم إيداع جثثهم في مشرحة صفاقس.