أم محمد «السيدة فاطمة الطويرقي» التي رأيناها عبر «يوتيوب» قبل أشهر في كارثة جدة الأخيرة، وهي تستوقف أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أثناء تجوله في المناطق المتضررة، محاولة إيصال أصوات المتضررين والمنكوبين وسكان جدة للأمير الذي حاول بعض من كانوا يقفون في الموقع أن يقطعوا عليه استماعه لها وأن يقطعوا عليها محاولة إكمال ما بدأت بقوله، والتي صاحت بهم بصوت متهدج من هول المصاب ومن فاجعة الواقع ولم تسمح لهم بإسكات صوتها الجازع والمكلوم «صوت الحقيقة».. رأيناها مجددا وهي تشارك الأمير خالد الفيصل تدشين المرحلة التنفيذية للحلول العاجلة في حي السامر بجدة أخيرا كأول مواطنة سعودية تشارك رسميا في تدشين مشروع تنموي، بصورة مطمئنة ومتفائلة. هذه المرأة الجسور التي باحت بلسانها عن هموم جدة وساكنيها.. ليست إلا امرأة وطنية تخشى على أرضها وأهلها، تعد الوطن بيتها ومواطنيه عائلتها الكبيرة، هذه المرأة ليست إلا واحدة من نساء هذا الوطن اللاتي لم تسنح لهن الفرصة في أن يعبرن عما يختلج في صدورهن، وعما يثقل كواهلهن وعن آلامهن التي ليست إلا من آلام الوطن الكثيرة. السيدة أم محمد التي دعاها الأمير خالد الفيصل بصورة استثنائية وبلفتة لطيفة منه لمشاركته تدشين المرحلة التنفيذية للحلول العاجلة هي برهان جديد على أن صوت المرأة قادر على أن يحدث فرقا، فصوت هذه المرأة الذي علا للتعبير عن رأيها تمكن من أن يوصل ما لم يتمكن آلاف الرجال من إيصاله ومن قول ما لم يجرؤوا على قوله، رغم عدم اعتراف بعض الجهات برأي المرأة حتى هذه اللحظة، ولنا في الانتخابات البلدية برهان جلي! هذه السيدة التي أشعت عيناها بالفرح والفخر من خلف نقابها الصغير خلال مشاركتها لحفل التدشين، تستحق الاحترام وكل التقدير على وقفتها الشجاعة وعلى خوفها على هذه الأرض التي ننتمي لها ونتفرع منها.. كما يستحق الأمير خالد الفيصل كل الشكر على استماعه لها وعلى مشاركتها التدشين، فكم من أم محمد في بلادنا تحاول أن تعبر عن أمر مهم، وكم من مسؤول كخالد الفيصل راغب في الاستماع لها!