أعلن زعيم الاتحاد العشائري اليمني الشيخ صادق الأحمر خلال تشييع 30 من رجاله، أمس، أن المعارك الدامية في العاصمة صنعاء بين أنصاره والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح تشهد «هدنة». لكنه استدرك موضحا «إذا كان صالح يريد ثورة سلمية، فنحن مستعدون لذلك، لكنه إذا كان يريد الحرب، فإننا سنقاتله». وقد نظمت الجنازة خلال التظاهرة المعادية لنظام صالح وشارك فيها عشرات آلاف الأشخاص بعد صلاة الجمعة. ونظمت تحت شعار «الثورة السلمية». وفي المقابل، احتشد أنصار الرئيس بالآلاف في ساحة السبعين ورددوا شعارات تؤيد بقاء صالح في الحكم. ونظمت هذه التظاهرة تحت شعار «احترام النظام والقانون». أوضح زعيم قبيلة حاشد النافذة في اليمن الشيخ صادق الأحمر، الذي يقاتل قوات الأمن التابعة للرئيس صالح في صنعاء، لدى حضوره تشييع جنازة 30 من رجاله الذين قتلوا في المعارك أن «هناك هدنة ووقفا لإطلاق النار بيننا وبين القوات الحكومية، وثمة وساطة جارية. لكن إذا عاد صالح إلى القتال، فإن رجال الأحمر جاهزون». وذكر السكان أنه لا تزال هناك مناوشات متفرقة، لكن القتال ليس بالكثافة التي كان عليها في الأيام الأخيرة. ويأتي إعلان الشيخ الأحمر بعد أن شن الطيران الحربي اليمني، في تصعيد غير تقليدي للموقف، غارات استهدفت منطقة «نحم» شمال شرقي صنعاء حيث ترددت أنباء عن سيطرة مسلحين قبليين على موقع تابع لقوات الحرس الجمهوري. وأوضح الزعيم القبلي الشيخ حامد عاصم أن أنصاره قتلوا قائد المعسكر وأصابوا جنودا، بينما قتل ستة من رجاله في الاشتباك بنيران مدافع رشاشة وقذائف صاروخية. ويقع المعسكر على مسافة 100 كيلومتر خارج العاصمة صنعاء. وذكرت التقارير أن الطائرات قصفت المنطقة في أعقاب الاشتباكات. واتهم قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرعة اللواء علي محسن الأحمر الرئيس صالح بتدمير القوات المسلحة وقوات الأمن، والزج بها في محاولات عبثية لشن حرب في عدد من مناطق اليمن. وصرحت مصادر خاصة لهيئة الإذاعة البريطانية بأن مسلحين مجهولين يقدرون بالعشرات اقتحموا بعض المنشآت الحكومية في لودر وزنجبار بمحافظة أبين جنوبي اليمن في أعقاب اشتباكات خفيفة مع القوات الحكومية. وأدى اشتداد القتال في صنعاء لأن تدعو دول الغرب إلى ضرورة التزام الهدوء وضبط النفس ووقف استخدام العنف في مواجهة المتظاهرين. وجاءت آخر هذه الدعوات من زعماء مجموعة الثماني في ختام قمتهم بفرنسا حيث دعا قادة الدول الكبرى إلى وقف العنف الذي تواجه به القوات اليمنية الاحتجاجات السلمية، وحثوا الرئيس صالح الالتزام بتعهده بإنهاء حكمه والتنحي. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حثت كافة الأطراف المتناحرة في اليمن إلى «التوقّف الفوري عن أعمال العنف». كما طلبت واشنطن من كافة موظفي سفارتها في صنعاء، «ممن لا يعتبر وجودهم ضروريا»، أن يغادروا اليمن. أما وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون، فقد حثت بدورها كافة الأطراف المتصارعة في اليمن على التوقف عن أعمال العنف. وجددت دعوتها للرئيس صالح بضرورة نقل السلطة في بلاده بشكل سلمي. كما طلبت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها في اليمن على مغادرة البلاد فورا، نظرا إلى تدهور الوضع الأمني، وأعلنت أيضا عن تقليص عدد العاملين في سفارتها في العاصمة اليمنية .