اتضح جليا خلال الأعوام الماضية أن الأعمال السعودية تتجه بشكل مباشر إلى الأعمال الكوميدية والتي تنتج بغزارة خلال العام الواحد بعكس الأعمال الدرامية التراجيدية والتي تقدم على استحياء، كما أن الكوميديا السعودية باتت مطلبا كبيرا لعدد من القنوات الفضائية نظرا لمتابعتها على مستوى الخليج، إلا أنها لم تصل إلى الوطن العربي بالشكل المطلوب إذا ما استثنينا مسلسل «طاش ماطاش» والذي يتابع بشكل جيد عربيا، غزارة الإنتاج في الأعمال السعودية قادت البعض إلى طرح تساؤل حول منافسة الأعمال الدرامية المحلية للأعمال الخليجية والعربية خصوصا المصرية والسورية والكويتية الأكثر تأثيرا ومتابعة منذ عقود نظرا إلى قوة الحبكة الدرامية التي تحاكي مجتمعاتهم ومجتمعات عربية أخرى بطريقة فيها من الخبرات التراكمية الشيء الكبير ما جعل البعض لا يؤمن بهذه المقارنة، وأن هناك بونا شاسعا بين الأعمال العربية سواء المصرية أو السورية.. «شمس» أخذت آراء بعض الفنانين والكتاب فكانت آراؤهم كالتالي: أكد الفنان فايز المالكي أن المقارنة إذا ما كانت مع الأعمال الخليجية فقد تكون منطقية خصوصا في الأعوام الثلاثة الماضية التي تشهد حضورا سعوديا قويا على المشهد الكوميدي، إضافة إلى العمل الكوميدي الأول عربيا وهو «طاش ماطاش»، مؤكدا أن «الخط الكوميدي تميزت به الأعمال السعودية ونلحظ ذلك عندما نتواجد في دول عربية، أما على صعيد المشهد الدرامي التراجيدي فلا يزال حضورنا على استحياء ونحتاج إلى وقت كبير للوصول وذلك لأسباب عدة منها توفر الكتاب والسيناريوهات والمتخصصين في تقديم عمل متكامل». فيما علق الفنان خالد سامي بقوله: «بما أننا لم نقدم ما يرتقي إلى ذائقة المشاهد العربي فمن الطبيعي ألا ننافس خصوصا في الأعمال الدرامية التراجيدية، فنحن مازلنا ندور حول أنفسنا في الأعمال الكوميدية ربما لأننا شعب نريد أن نضحك بحكم أننا نبكي كثيرا»، مضيفا «أن الدراما تحتاج إلى ضخ أفكار تلامس الواقع بكل حيادية، ويجب ألا نضع رؤوسنا في التراب كالنعام وننكر ما يحدث في مجتمعنا من قضايا، كما أننا لابد أن نلامس القضايا العربية بشكل أو بآخر حتى نصل إلى ذائقتهم»، مشيرا إلى «أن الطرح الذي يقدم في الأعمال السعودية ينقصه الكثير من الجرأة التي ستوصلك إلى العربية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يتقبل المجتمع السعودي الطرح الجريء بشفافية؟!». أما الناقد والمخرج رجاء العتيبي فأشار إلى أن الأعمال السعودية تشهد تطورا ملحوظا خلال الأعوام الخمسة الماضية، ولكن لن نستطيع القطع كليا حول منافستنا للأعمال العربية أو حتى الخليجية ونحتاج إلى وقت حتى نعي ما نقدمه من أعمال تحاكي المجتمع بأسلوب راق يجذب المشاهد العربي، وما يعاب على أعمالنا هي أن معظمها يسير بصفة عامة في اتجاه كوميدي، يناقش هموم وشؤون المجتمع، وهذا النوع من الأعمال يلقى متابعة عارمة، وتفاعلا كبيرا، ويكاد يكون هذا الخط هو النوع المفضل للمشاهد السعودي الذي يبحث باستمرار عن الجانب الكوميدي، فالكوميديا مادة مطلوبة للسعوديين بشكل خاص بعكس الأعمال الخليجية أو العربية التي يغلب عليها الطابع «العائلي»، وبرزوا في هذا الجانب بشكل كبير، وربما يرجع هذا إلى وجود ممثلات متمكنات وبعدد كبير جدا، ما يجعل فكرة المسلسل العائلي الخليجي أو العربي فكرة لا تواجه صعوبة في الكادر التمثيلي رجالا ونساء، بخلاف الأعمال المحلية، التي تنفذ الأعمال الكوميدية بصورة أسهل من الأعمال العائلية البحتة.