قرأت في الأعداد السابقة بعضا من المقالات التي كانت تتحدث عن الدراما السعودية ودخولها في جدل كبير بين الكتاب حول قوتها والجرأة التي تتخللها، وأنا بوجهة نظري أرى أن الدراما السعودية «مكانك سر» لا تغيير منذ 20 عاما وإن كان فيها تغيير فهو تغيير إلى الأسوأ مع تقديري لكل من يعمل جاهدا في تطويرها وتقديم الأفضل وهم قلة، نحن بحاجة إلى أن نعي كيف نقدم دراما حقيقية تنافس عربيا ليس خليجيا فحسب، درامانا بحاجة أيضا إلى كتاب من طراز نادر يعرفون يصورون وينقلون الواقع بأسلوب جميل كالذي نشاهده في الأعمال السورية مثلا التي أجدها أكثر تماسكا في الحبكة الدرامية والأحداث وبأخطاء قليلة ولهذا حصدت الاهتمام والمتابعة من قبل المشاهد العربي. وما قد يكون أضعف من أسهم الدراما السعودية هو تقوقعها في الأعمال الكوميدية بشكل كبير فالكل يريد أن يضحك المشاهد بالقوة والكل يريد أن يصبح كوميديا ونحن كمشاهدين نتقبلها على مضاضة, وكأن النجاح لا يأتي إلا في الكوميديا، على الرغم من أن في الأعوام الأخيرة شهدت الأعمال التراجيدية توهجا لافتا سواء كان ذلك من خلال الأعمال الخليجية أو العربية فرأينا العام الماضي الفنانة سعاد عبدالله تحصد النجاح بشكل كبير في مسلسلها «زوارة الخميس» وكذلك الفنانة حياة الفهد في مسلسل «ليلة عيد» عدا الأعمال المصرية التراجيدية التي نالت استحسان المشاهد العربي وحققت الجوائز في المهرجانات العربية. وعلى سبيل المثال لا الحصر من جهة الممثلين المبدعين لدينا في السعودية ولم يُعرف عنهم اتجاههم للكوميديا ونجحوا في خطهم الذي يسلكونه الفنانان عبدالمحسن النمر وسعيد قريش حيث عرف عنهما قوتهما التمثيلية في التراجيديا كما أنهما الأكثر مشاركة على مستوى الخليج من الممثلين السعوديين وعليهم طلب كبير من المخرجين الخليجيين وهذا يدل على أنهم متميزان فيما يقدمانه من أدوار تقنعك كمشاهد وترضي طموحهما كفنانين. إذا ما كنا نطمح إلى تقديم دراما سعودية حقيقية منافسة ينبغي أن نعي معنى كلمة دراما ومن ثم نضع أيدينا على المعاناة الحقيقية في عدم تطورنا ونبدأ المعالجة بأسلوب طرح يرتقي إلى ذائقة المشاهد ويلامس همومه دون الخوض في متاهات الابتذال والإسفاف الذي جعل بعض المشاهدين يعرضون عن المتابعة لأعمالنا السعودية. فهد آل دوحة. نجران