صادف في إحدى المرات القليلة التي أحضر فيها ما يسمى سلفا ب«المسرح النسائي» أن رأيت بعض الإعلاميات يتهافتن لأخذ تصريح من إحدى الممثلات التي بدورها عاشت لحظة النجومية وبدأت تسرد نظريات وفرضيات تنهض بالمسرح النسائي المحلي، وتطور الأمر من سؤال وجواب إلى محاضرة طويلة تتخللها بعض الوقفات والفصول التي تعدت الإيجاز إلى الإسهاب، الطريف في الأمر أن الفنانة تتحدث وتجيب وليس لها لا ناقة ولا بعير في كل ما يحصل حولها وليتها قدمت على المسرح ما يشفع لها لتتطرق لمشاكلنا المسرحية، بل كل ما رأيته كان صراخا وشيئا من الاستخفاف، ولم تتوقف الصدمة عند هذا الحد بل في اليوم التالي رأيت بأم عيني وفغرت فمي وأنا أرى الصفحات الفنية المحلية تتناول تلك المسرحية بإطراء تجاوز لغة المديح إلى لغة التبجيل والاحتفاء، دون نقد أو تعليق حول السيناريو المهترئ أو القصة التي شبعنا من طرحها. ما أود قوله لم لا يكون لدينا لجان تقيم الأعمال المسرحية النسائية قبل عرضها ورصد ما بها من ضعف وعدم إجازة أي نص لا يستحق الظهور على المسرح، لأن الأمر خيل لي وكأنه رغبة داخلية من القائمين على مسرح المناسبات أن يكون لدينا مسرح نسائي وآخر للطفل دون مراعاة للجوانب المهنية والفنية، وأتمنى من أمانة مدينة الرياض أن تستفيد من التجارب المسرحية المحلية في بعض جمعيات الثقافة والفنون مثل جمعية الطائف التي تتسيد المشهد المحلي في تقديم المسرح المثقف، وتملك كوادر مؤهلة تستطيع أن تخدم المسرح المحلي، ويجب الاستفادة من الطاقات الموجودة لديهم بعقد دورات وورش عمل مشتركة يقدمها عراب المسرح المثقف فهد ردة الحارثي والنشط إبراهيم عسيري وكذا أستاذنا رجاء العتيبي من المركز الرئيس.