1 الوصفة السحرية لمنع الإصابة بالثورة أعراض الإصابة بالثورة، تبدأ بالتسلسل، هكذا: يضيق الشعب ذرعاََ بالفوضى التي تكتنف إدارة مؤسسات الدولة... وآلية صرف أو تبديد الأموال... وطريقة التعامل مع واجبات الإنسان وحقوقه. عندما تتفاقم هذه الأعراض المرَضيّة، يعلو شعار: «الشعب يريد إسقاط «الفوضى»! إذا لم تستجب الدولة لهذا المطلب الشعبي، ولم تسعَ إلى تطهير الأجهزة الحكومية وشبه الحكومية من الفوضى الإدارية والمالية والحقوقية والأخلاقية، يرتفع سقف مطالب الشعب من نداء «الشعب يريد إسقاط الفوضى» إلى قرار «الشعب يريد إسقاط النظام». الملاحظ، من فحص الإصابات الثورية السابقة، أن حين تتحول أعراض الثورة الشعبية من المرحلة الأولى (إسقاط الفوضى) إلى المرحلة الثانية (إسقاط النظام) تكون الدولة قد استجابت ووافقت على معالجة الأعراض الأولى من الإصابة، لكن الوقت يكون قد تأخر، والثورة قد استشرت في جسد الشعب، ولم يعد الدواء الذي كان يصلح من قبل صالحاََ الآن. الوصفة العلاجية، ببساطة هي: كن مرغماََ بالمبادرة إلى إسقاط الفوضى، قبل أن تكون مرغماََ بمقاومة إسقاط النظام. 2 (خيل) المدائح يتوافر المجتمع، كل مجتمع، على فئة من الشعب نقّادة ناقمة سوداوية... لا ترى في البياض سوى السواد، هي ليست معارضة... بل معترضة على كل فعل، سلبي أو إيجابي. على الضفة الأخرى مِن تشويه الوطن، توجد فئة من المجتمع مدّاحة طبّالة، تفرح بكل «مناسبة» وطنية، ليس حباََ بالوطن، ولكن لتطلق «خيل» مدائحها في مضمار النفعية. تغالي تلك الفئة في المديح والإطراء، وهي التي في الوقت ذاته تقدم دروساََ سلفية في التحذير من إطراء الرسول (صلى الله عليه وسلم) كما يفعل غلاة المتصوفة! *** حسناََ، أيهما أشد ضرراََ وخطراََ على مشاعر المواطنين والمواطنة: القدّاحون أم المدّاحون؟! عموم الناس، المعتدلين في مشاعرهم، لديهم مقاومة فطرية دائمة لكل تطرف ومغالاة. فهذه الفئة تكون أمام المغالي في القدح والذم، تؤدي دور المجمّل للوطن والمُظهر للبياض الذي يريد أن يواريه السوداوي. لكنها تلقائياً ستؤدي الدور المعاكس تماماََ أمام المغالي في المدح والإطراء. بإيجاز: القدّاحون يجبرونك على مقاومة منهجهم المخيف، بالالتفات إلى المزايا والأشياء الجميلة في الوطن. المدّاحون يجبرونك على مقاومة لغتهم المقززة، بالنبش في العيوب والأشياء القبيحة في الوطن. فأيهما أشد خطراََ؟! * كاتب سعودي [email protected]