العاشر من أبريل المقبل، موعدٌ يتجدد مع الدورة التاسعة من مهرجان مسابقة مسرح الدمام للعروض القصيرة والذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام. المسابقة المسرحية التي انطلقت في نوفمبر (2002)، استطاعت خلال السنوات الأخيرة، التحول من تقديم عروض مسرحية على مستوى فرق المنطقة الشرقية إلى فتح المجال أمام مختلف الفرق المسرحية السعودية للمشاركة؛ إلا أن المسابقة ورغم سنواتها العشر، لم تتمكن من وضع معايير فنية واضحة ومحددة لمشاركة الفرق المسرحية؛ إذ شملت دوراتها الأخيرة، تقديم عروض "للبراعم" و"الأشبال" و"الشباب والكبار"، وفتح المجال أمام فرق الجامعات وغيرها للمشاركة مع فرق جمعيات الثقافة الأخرى؛ فضلاً عن عدم الحرص على مستوى جودة العروض المقدمة، وأهلية هذه العروض للمشاركة في مسابقة قطعت شوطاً زمنيا ليس بالقليل. الأمر الذي يصور المسابقة وكأنها مساحة تشجيعية وفرصة متاحة للجميع للمشاركة؛ وهو أمر جيد ولكنه، لا يطور المسابقة فنياً ولا يحولها إلى مختبر مسرحي حقيقي، يستدعي مثابرة المواهب المسرحية للمشاركة فيه؛ ما يعني أيضاً أن المسابقة المسرحية رغم كل هذه الأعوام، سوف تبقى بمثابة، منطقة إحماء الفرق المسرحية قبل خوض مسابقات مسرحية في مهرجانات مسرحية أخرى، قد تكون أقل خبرة وعمراً زمنياً ولكنها، أشد صرامة في اختيار العروض المقدمة على خشبة العرض المسرحية. حسناً هذا رأي ولكن هناك من يرى أن ما قدم في الدورات الأخيرة من مسابقة الدمام هو انعكاس لمستوى المسرح المحلي، إذ ليس مهمة المهرجان اختراع عروض، تقفز فوق المستوى الفني المتواضع والذي يغلب على التجارب المسرحية المحلية الموجودة، في واقع فني ومسرحي لا يلقى ذلك الدعم المطلوب. حسنا المسابقة الدمامية، فتحت الباب للراغبين في المشاركة ([email protected]) ولننتظر، ربما نشاهد هذا العام، ما يستحق المشاهدة!. وإلى ذلك الوقت لنتذكر أن المسابقة في عيدها العاشر، كانت قد وعدت بما هو، مبتكر وخلاق ومجتاز لكل الأطر المسرحية التقليدية؛ إذ أن المسابقة في دورتها الأولى رفعت شعاراً طليعياً وهو "المسرح المفتوح" والخارج ليس من "علبة الكبريت" المسرحية الضيقة وحسب، وإنما لتقديم أعمال منفتحة في تطلعاتها ومغامراتها على أشكال فنية أخرى كالميديا والأدب وفق ما يذهب الناقد أثير علي؛ إلا أن كل أحلام البدايات، على ما يبدو، تبددت، مع شهادات التقدير المتطايرة وعبارات الإطراء والمديح المتبادلة وبريق الدرع والصور التذكارية اللامعة، والتي مقدر لها أن تخبو مع نهاية موعد كل مسابقة مسرحية سنوية.