أعلن وزير الخارجية الفرنسي ألن جوبيه، أمس، أن هناك غالبية أصوات بصدد التشكل في الأممالمتحدة لإدانة قمع انتفاضة سورية، موضحا أن هناك تهديدا باستخدام الفيتو من قبل روسيا أو الصين. وأضاف جوبيه أمام الجمعية الوطنية الفرنسية «لا نزال مهددين بفيتو روسي أو صيني في الأممالمتحدة. يبدو أن غالبية من تسعة أصوات بصدد التشكل حاليا»، رافضا أي انتقاد لموقف فرنسا حيال القمع في سورية. من جهة أخرى، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن «إجراءات إضافية ستتخذ في الأيام المقبلة ردا على قمع حركة الاحتجاجات في سورية». أوضح جوبيه أن أعضاء في مجلس الأمن تشاوروا أيضا حول الملف السوري. وتابع الوزير الفرنسي «لا نمارس سياسة الكيل بمكيالين. لقد دعمنا في كل مكان تطلع الشعوب الكبير إلى الديموقراطية والحرية، ونقوم بذلك فيما يتعلق بسورية دون أي التباس». وذكر أن فرنسا كانت «حثت الرئيس بشار الأسد على التزام برنامج إصلاحي يأخذ تطلعات شعبه في الحسبان. لكنه لم يستمع إلينا، فبادرنا عندها إلى إدانة واضحة لاستخدام العنف الدامي». وبالنسبة إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي بحق 13 شخصية سورية، أقر جوبيه بأن فرنسا «لم تنجح في إدراج اسم الرئيس السوري في هذه اللائحة». وقال: «لن نستسلم، سنواصل التحرك في هذا الاتجاه رغم تردد بعض شركائنا إن لم نقل رفضهم»، دون أن يسمي هؤلاء الشركاء. ونفت الحكومة السورية، أمس، تقرير العثور على مقبرة جماعية قرب مدينة درعا الجنوبية التي تشهد عمليات أمنية لقمع الاحتجاجات فيها منذ أكثر من أسبوعين. ووصف مصدر مسؤول بوزارة الداخلية ما نقلته محطات التلفزة ووسائل الإعلام بأنه يدخل في سياق حملة التحريض والافتراء والفبركة التي تشنها ضد سورية. وأكد المصدر، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية، أن النبأ عار من الصحة جملة وتفصيلا. ووجهت الدعوة للسوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بإضراب عام، اليوم فقط، كما تضمنت القيام بتظاهرات في المدن المختلفة في أنحاء البلاد. وأفادت تقارير بخروج مظاهرات معارضة للحكومة رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها السلطات للتصدي للاحتجاجات. وقال ناشطون إن مظاهرات خرجت في دمشق وحمص وحماة وجامعة حلب. وتحدث المعارضون السوريون في المواقع الإلكترونية عن سماع دوي قصف في بلدة تلكلخ قرب الحدود السورية اللبنانية. ويقول ناشطون إن تلكلخ تتعرض لهجوم من القوات السورية منذ عدة أيام لقمع المظاهرات ما أدى إلى فرار العشرات من سكانها إلى الأراضي اللبنانية. وذكرت بعض العائلات أن القصف أدى إلى انهيار منازل على ساكنيها. من جهة أخرى، أعلن الجيش السوري أنه قتل واعتقل «عناصر إجرامية مسلحة» في تلكلخ. كما أكد الجيش مقتل ثلاثة من جنوده في المنطقة. بدورها قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن السلطات السورية باتت تلاحق أسر وأقارب المعارضين السياسيين لمعرفة أماكن وجودهم واعتقالهم. وتم إلقاء القبض على أحد أبرز قادة الاحتجاجات في بانياس الساحلية أنس الشغري، إثر دهم مكان مخبئه في ريف المدينة. وفي سياق متصل قال وكيل وزارة الدفاع البريطاني لشؤون القوات المسلحة نك هارفي إنه من «المرجح جدا» أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية أمرا باعتقال الرئيس السوري بشار الأسد للاشتباه بصلته في قمع المحتجين في بلاده .