من المؤكد أن هذا المحاسب يعمل جديا على أن أصاب بالجنون، فبغض النظر أنه يعيد لي الحساب منقوصا على الدوام، وبغض النظر أنه يضع الدجاج والمبيدات الحشرية في كيس واحد، إلا أنه يمد يده بتمرس لفتح علبة تجاوره ثم يخرج منها «علك بنكهة التفاح» ليقوم بحشرها بين أغراضي زاعما أنه قد عوضني عن نصف الريال الذي تبقى لي، السؤال الآن كيف فهم هذا المحاسب أنني أفضل العلك بنكهة التفاح؟ لماذا لم يكن علكا بنكهة النعناع أو الكرز على الأقل؟ لماذا لم يطرح علي خيارات مناسبة بدلا من أن يهزمني مرتين؟ مرة ب «ما فيه نصف ريال» وأخرى ب «علك» و«تفاح» التي أظنها المقادير المناسبة بجانب الخل وعشبة «الرمرام» لبداية مشروع تسمم واعد! مذ تلك اللحظة التي تعمد التجار رفع سلعهم الغذائية إلى أرقام تحوي بجانبها كسورا، فقد أصبحت سيارتي ملجأ لكل أشكال قوارير المياه المعدنية لشتى الشركات المصنعة في المملكة، بل صارت اليوم مقرا جيدا لكل أشكال علب المناديل الرديئة الصنع، تلك التي ستجعلك صديقا دائما لمضادات «الهيستامين»! أما «العلوك» فكل ما أستطيع قوله لكم، إنه يمكنكم الاعتماد على سيارتي اليوم في إعداد رسالة لمرحلة الماجستير بعنوان «ذوبان المواد الصمغية بفعل سوء التخزين ودرجات الحرارة العالية»! من الغد سأنتهج تكتيكا جديدا لم يسبقني إليه أحد من العالمين سوى صديقي زاهر الذي يمتلك فكرا اقتصاديا يكفي مع خمس نسخ مشابهة له لإغلاق مجمع تجاري بداعي ضعف الإقبال، وذلك حين يتبقى له نصف ريال لدى محاسب سيمد يده بكل تأكيد لعلبة العلك بالتفاح إلا أن زاهر سيقطع عليها الطريق ليمد للمحاسب «علك البارحة» ثم يطالبه بريال كامل! على فكرة، متى آخر مرة شاهدتم فيها «نصف ريال»؟ أما أنا فسأقول الصدق، فقد لمحته البارحة طائرا في الهواء بعد أن قذفه حكم المباراة ثم أخفاه بعد ذلك بين يديه ليسأل قائد الفريق بعد ذلك إن كان يفضل «كتابة» أو «إلا سيفين ونخلة»؟