علاقتي بالطبخ والطعام ليست في أحسن حالاتها، فلست من المستهمين بالمطبخ، ولا أنوي أن أكون منهم في يوم. لكن المتمعن يدرك أنه في ثنايا عالم الطبخ، قضايا ثقافية وفكرية جمة. ال«بوركيتا» الحلال! ضمن السخرية عندما تذهب إلى إيطاليا، لا تنس أن تتذوق ال«بوركيتا» Porketta، لكن لا تنس أيضا أن تتأكد أن ال«بوركيتا» مذبوحة على الطريقة الإسلامية. ولمن لم يحزر ما هي «بوركيتا» فهي أنثى الخنزير! قد يبدو ما قلت سخيفا، لكن الأسخف هو ما تفعله بعض القنوات الفضائية التي تقع في حيرة أمام بعض الكلمات التي لا يتقبلها المشاهد المسلم، فتقوم إما بتجاهلها، وإما بترجمتها إلى كلمات أخرى. أفهم تماما أن يترجم البعض Red Wine على أنه «عصير العنب الأحمر» لوجود تقارب ما بينهما، لكن أعتقد أنه من الصفاقة أن نترجم كلمة Pork على أنها «لحم البقر»! ففي أحد البرامج أخذ المذيع يتكلم عن ال«بوركيتا» التي تصنع في إيطاليا وأنها تصنع من لحم أنثى الخنزير، لكن الصاعق أن الترجمة الظاهرة على الشاشة كتبت أنها تصنع من لحم البقر! أم لعلهم يعتقدون أن المشاهدين ينتمون لإحدى فصائل البقر مثلا! الخطير هنا أن بعض المشاهدين قد لا يكون انتبه لكلام المقدم باللغة الإنجليزية بل اكتفى بقراءة الترجمة. ولكم أن تتخيلوا أن يذهب هذا المشاهد في يوم إلى إيطاليا، فيطلب ال«بوركيتا» الشهية التي شاهدها في البرنامج، لكنه سيشدد على النادل أن تكون بوركيتاه مذبوحة إسلاميا وباتجاه القبلة أيضا! وما بعد البوركيتا إلا البانشيتا! يبدو أن الأحزان لا تأتي فرادى. فوجئت اليوم بالقناة نفسها تترجم كلمة Pancetta وهي نوع من لحم الخنزير المقدد يصنع في إيطاليا كما شرح ذلك مقدم البرنامج والذي ذكر كلمة Bacon «خنزير» بالحرف الواحد. لكن القناة ترجمت كلمة Bacon على أنها «لحم العجل»! ولا أدري ما العلاقة بين العجل وهو ولد البقرة وبين الخنزير؟ أهي أخوة المراعي مثلا؟ علما بأني سبق أن راسلت القناة حول مثل هذه الأمور المقلقة، ولم أتلق ردا منهم. لكن البرنامج الذي ذكرت فيه كلمة البوركيتا تمت إعادته قبل فترة وقد تم حذف المقطع الذي أشرت إليه في المقالة. لكن ما الفائدة وما زالت مثل هذه الترجمات المستفزة تتقافز على الشاشة؟ حياة الياقوت http://www.hayatt.net «بتصرف»