لا ندري لماذا مر مرور الكرام التصرف الذي قام به مهاجم فريق الاتفاق الأرجنتيني سباستيان تيجالي أثناء فرحته بتسجيله للهدف الأول لفريقه في لقائه السابق أمام فريق النصر، الذي أقيم في ملعب الأمير محمد بن فهد في الدمام ضمن لقاءات الجولة ال24 من منافسات دوري زين السعودي للمحترفين. تيجالي أثناء فرحته قام بإجراء «التثليث المسيحي» والغريب أن هذا التصرف مر مرور الكرام على الإعلام الرياضي السعودي بأكمله، سواء المقروء منه أو المرئي دون تعليق، فلم يتناول الإعلام نفسه هذه القضية بنفس الحدة التي كان عليها إبان تناوله لقضية «تقبيل الصليب» لمحترف الهلال الروماني رادوي، مع الأخذ في الاعتبار بأن كلا التصرفين يشكلان خطرا واضحا على أطفالنا وشبابنا من المتابعين للقاء. على الجانب الإداري كان التصرف الذي قامت به إدارة نادي الاتفاق حينما استنكرت ما قام به تيجالي يستحق التقدير والإشارة إليه، حيث أكدت أنها ستطبق العقوبة في حق تيجالي أو غيره من اللاعبين الأجانب الذين يظهرون شعائرهم الدينية علانية كون ذلك يتنافى مع ما أقر به الاتحاد السعودي لكرة القدم، حينما طالب جميع إدارات الأندية السعودية بضرورة إحكام وضبط أعضاء أجهزتها الفنية والإدارية واللاعبين الأجانب وتوجيههم بعدم إظهار شعائرهم الدينية وضرورة الالتزام واحترام العادات والتقاليد الدينية المتبعة في المملكة، كما يحسب لإدارة نادي الهلال أيضا توجيهاتها لرادوي عندما ألزمته بأن يخفي «الصليب». ولكن ما يثير الاستغراب لماذا قامت الدنيا ولم تقعد في حالة رادوي، بينما عم الصمت المكان في حادثة تيجالي ما دام أن الدافع كان الغيرة على الإسلام والخوف على صغارنا وشبابنا. ويتساءل كثيرون التقتهم «شمس» عن مدى إمكانية إصدار قرار رسمي من الاتحاد السعودي يتم فيه توضيح العقوبات التي يتم تطبيقها حول مثل هذه التجاوزات، ويتم إلزام الأندية بها كي تعرضها على جميع اللاعبين والمدربين غير المسلمين؟ بدلا من الاجتهادات الإعلامية التي شهدتها الساحة الرياضية في الفترة الأخيرة!! ويتساءلون ما المانع من أن تطبق كما يجري في الدوريات الأوروبية ويتم إقرار عقوبات تجاه التصرفات العنصرية والدينية؟! .