يروي الكتاب معاناة هذه المدينة المقدسة وسكانها ومقدساتها تحت الاحتلال، ويسرد الانتهاكات التي تتعرض لها الأوقاف والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين على يد السلطات الصهيونية التي لا تتورع عن تدنيس المساجد والكنائس دون أي احترام للعواطف الدينية والاعتبارات الإنسانية. وفي إطار علمي منهجي موثق، يوضح الكتاب أن معاناة القدس والمقدسات في فلسطين تمس كافة مناحي الحياة، وهو يوثق من خلال السرد التاريخي الإجراءات التي قامت بها السلطات الصهيونية لاحتلال مدينة القدس وإحكام قبضتها عليها منذ إعلان قادة الحركة الصهيونية إنشاء إسرائيل عام 1984 واحتلال غربي القدس وطرد 60 ألفا من سكانها العرب. وقدم الكتاب نبذة عن بعض القرى والأحياء التي تم الاستيلاء عليها وطرد أهلها وسكانها منها، كما استعرض صورا عن الوثائق الدولية التي تؤكد عدم شرعية الاحتلال الصهيوني للقدس، إلى جانب حصر الاعتداءات التي تعرض لها المسجد الأقصى بالأرقام والتواريخ والأسماء. وتطرق الكتاب إلى عملية تهويد القدس تمهيدا لبناء ما يسمى الهيكل الثالث، ومحاولة نزع الهوية العربية الإسلامية عن المدينة، كما يعرج الكتاب على التوسع الاستيطاني ضمن مشروع إقامة القدس الكبرى، والمخططات المختلفة التي تسعى إلى غلق التواصل الجغرافي بين القدس والضفة الغربية، والاستيلاء على أراض فلسطينية شاسعة لضمها إلى منطقة نفوذ القدس. ويهدف الكتاب إلى إيصال رسالة مفادها أن صمود المقدسيين وتمسكهم بأرضهم يجب أن يجد ما يسنده ويدعمه، ممن يقفون إلى جانب قضيته العادلة، وأن على الجميع أن يتجاوزوا لغة الشعارات والآمال إلى لغة البرامج والأفعال، التي تنفذ على أرض الواقع. ويعد الكتاب إضافة علمية موثقة تهم الباحثين والمهتمين بموضوع القدس والمقدسات، ويتميز باشتماله على صور فوتوغرافية وخرائط ووثائق أثرت الموضوع وقدمته بصورة مقنعة ومؤثرة. الرياض. محمد بركة «خدمة الإسلام اليوم»