بالفعل، فما يقدمه النادي من خدمات اجتماعية وتوعية دينية لأفراد المجتمع ينبغي أن نشجعه عليها ونقدم الشكر لإدارة النادي التي تحاول جاهدة توعية الشباب وتثقيفهم شرعيا، فبالأمس كان النصر مساهما فاعلا في إعلان الاحترام وتعزيزه بين الأفراد والجماعات على حد سواء، حيث استضاف حملة ركاز لتعزيز الأخلاق «تقديرا لذاتي أعلنت احترامي» في خطوة تمثل أسبقية على مستوى الأندية السعودية وتعطي إيحاء مهما ومعتبرا بأن الرياضة ليست منعزلة عن مناحي الحياة المختلفة بل وارتباطها الوثيق بالدين والحياة، على عكس ما يروج له البعض، خاصة أن المجتمع الرياضي بحاجة ماسة لتعزيز الأخلاق، والرقي بها بشكل أساسي، وهو ما يقوم به النصر اليوم، وإن كنت أتمنى أن يكون الأمر بشكل منظم ومنتظم بشكل أكبر ويبقى النصر مع عدد من الأندية كالهلال والشباب يقدمون لوحات جميلة لمبادرات توعوية وإنسانية، من المبهج أن تستفيد منها بقية الأندية السعودية لأنها اليوم من وجهة نظري تم اختطاف الأندية من قبل لعبة كرة القدم وابتعدت كثيرا عن أداء أدوار مهمة توازي أهمية الرياضة وتتفوق عليها أحيانا، مع أن نظام رعاية الشباب ينص على كون النادي رياضيا واجتماعيا وثقافيا في آن واحد، وقد يقول البعض إنه في زمن احتراف كرة القدم لم يعد لهذه الأنشطة أي أهمية لكني أرفض هذه الفكرة بل من الأهمية بمكان أن يكون للأندية بشكل عام دور تضطلع به، وكذا اللاعب الرياضي سواء كان متصلا بالنادي أو منفصلا عنه من المهم ومن الضروري القيام به، وكثيرا ما نسمع عن قيام لاعبين عالميين بأدوار اجتماعية كرونالدو البرازيلي وزيدان اللذين يشكلان فريقين ويذهب ريع المباراة للجمعيات الخيرية، وللأسف لم نسمع بلاعبين عرب قاموا بمثل هذه الخطوة، بل إن هناك أندية تضحي بملايين الدولارات مقابل مبادئ تتعلق بدعم المنظمات الخيرية، فنادي برشلونة مثلا يضع شعار اليونيسيف منذ عام 2008م وبلا عوائد مادية ولأن رياضة كرة القدم أصبحت اليوم تمثل شغفا للملايين من الشباب في العالم، فمن المناسب جدا أن تتبنى رعاية الشباب أو حتى جمعيات خيرية مهمة تحفيز الأندية الرياضية نحو رفع شعارات تتعلق بالاهتمام بالأخلاق والقيم الإسلامية النبيلة كفكرة بر الوالدين والحض على الصلاة والالتزام بقيم الصدق والأمانة وغيرها من القيم التي لو صدرت من لاعب كرة قدم أزعم أن انتشارها أكبر وأعمق مما لو كان داعية أو شيخا له احترامه ومكانته هو من أطلق هذا التوجيه، لكن المهم أن تطلق المبادرات وأن نستفيد من كرة القدم والرياضة بشكل عام بشكل إيجابي ينعكس على المجتمع برمته، الأمر الذي يجعل الرياضيين يفخرون بتقديمه ويتبارون للمنافسة من أجل تقديم الدعم الأكبر للمجتمع والوطن، فالوطن يستاهل.