أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، أن تعديلات نظام المطبوعات والنشر التي صدرت بها أوامر ملكية أخيرا، لا تقلص الحريات الإعلامية، بل تخدمها، ولا تفرض حصانة لأحد فيما يخص التعرض بالإساءة أو التشهير بالمواطنين. وأوضح أن التعديلات جعلت الجميع سواسية في الحماية، «وتحمي المواطن الصغير والعادي، الذي ليست له وظيفة، كما تحمي أكبر مسؤول». وأشار إلى أن المهم في النقد أن يكون هادفا بناء، ولا يتعرض للشخصنة أو تجريح لأحد، وعدم التسرع في طرح الآراء، وهذا هو قلب الفكر في هذا الأمر». وبين في مداخلته خلال الجلسة التي حضرها في منتدى الغد أمس، ضمن لقاء وحوار مع مسؤول في قاعة نيارا بالرياض، أنه يجب علينا النظر بموضوعية لتلك التعديلات: «لأنها ليست تنظيما من وزارة الثقافة والإعلام، إنما جاءت وفق قرارات ملكية، وعلينا ألا نأخذ سطرا من الأمر دون آخر، أو التركيز على بعض الظواهر، بل علينا أن نقرأ الأمر بكل دقة وتفصيل، وأعتقد أن الأمر ليس فيه لبس أو غموض ويجيب على جميع الأسئلة «...»، وأعتقد أن جميع الكتاب في الصحف، عندما قرؤوا هذا الأمر بكل دقة وتمعن وجدوا العكس، بأنه يخدم الحرية ولا يعطي الحصانة لأحد، واللائحة التفسيرية لتعديلات نظام المطبوعات والنشر ستصدر قريبا». وأشار الوزير إلى أن «الإعلام مسؤولية ثقيلة، ويجب أن تكون هناك دائما استراتيجية واضحة أمام المسؤول الإعلامي، وأن يكون هناك دائما فريق متخصص في جميع البرامج التي تبث، وأن يكون هناك تواصل مع العالم، وألا نكون جزرا معزولة». وقال وزير الثقافة والإعلام، إن ثورة الاتصالات الحديثة أسست للفردية وعملت على تقويض المفاهيم التقليدية لصناعة الخبر وتلقيه، وأزاحت من طريقها تلك الصورة القديمة لرئيس التحرير الهرم الذي يجلس على مكتب تراكمت فوقه وخلفه الأوراق والصحف القديمة والملفات. واعتبر خوجة قراره الذي سبق أن أعلنه قبل ثلاثة أشهر «فبراير الماضي»، والقاضي بإنشاء إدارة الإعلام الجديد في وزارة الثقافة والإعلام، تأتي لمواكبة المتغيرات التي تطرأ على الساحة الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر، واليوتيوب. وأشاد وزير الإعلام بالدور الذي لعبه الشباب خلال المرحلة الماضية، حيث غطوا ما لم تستطع القنوات الحكومية الرسمية تغطيته «الشباب استطاعوا تغطية أحداث لم نستطع نحن بصفتنا إعلاما رسميا تغطيتها، ولذلك أنشأنا إدارة للإعلام الجديد، حيث يستحيل أن نعيش بمنأى عن هذا التغيير الذي يحصل، التي عبرها يتم التواصل مع الشباب ثانية بثانية، لكي نعلم كيف يفكرون وماذا يريدون منا؟ كما نعمل على تطوير استراتيجية للإعلام الجديد، ولدينا طموح أن كل شاب في السعودية يمكن أن يكون مراسلا في وزارة الثقافة والإعلام». وفيما عرضت نتائج استطلاعين للرأي، كشفا أن 58 % من المشاركين صوتوا بضرورة مواكبة الإعلام الحكومي التغيير، فيما 32 % يرون أن الإعلام الحكومي مخصص للمناسبات الرسمية فقط، ويعتقد 46 % أن القضايا والمواضيع التي تناقش في الإعلام السعودي المرئي والمقروء لا تلامس الشباب إطلاقا، بينما رأى 4 % فقط العكس، علق الوزير بالتأكيد على أنهم في وزارة الثقافة والإعلام ينظرون إلى هذا الأمر، بأهمية بالغة، بغية تعزيز الثقة في الإعلام الحكومي السعودي. ووصف قناة أجيال للأطفال بأنها تحتاج لتطوير أكثر، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل الآن على ترميم وإعادة هيكلة المكتبات القديمة، وإقامة مكتبات جديدة في مختلف مناطق المملكة: «المكتبات القديمة سترمم بالكامل، ولدينا أكثر من 83 مكتبة، وإن كان هناك نقص سنحاول استكماله في أقرب وقت، والوزارة ستساعد وتشجع بالنسبة إلى التأليف والكتب والمحاضرات ولن نتردد في أي شيء». ورد الوزير على طالب السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود مشبب القحطاني، حول توفير جهات متخصصة في الوزارة لاستيعاب وتبني المواهب في الإعلام، وتقديم الرعاية والدعم لهم، بالقول «نحن لا نستغني عنكم». ورفض الوزير اعتبار سؤال حول التضييق على الشباب يحوي جانبا من الحدة، مشيرا إلى أن «السؤال واضح وصريح، من حقك أن تسأل هذا السؤال، وأعتقد أنه ليس هناك تضييق، بالعكس العالم الافتراضي والعالم الذي صار واقعا هو عالم الشباب والميديا والانترنت والفيس بوك والتويتر، وأصبح هو العالم الحقيقي المسيطر وأصبح مجتمعنا يتحرك مع جميع مجتمعات العالم، ليس فيه تضييق، نحن لدينا أكثر من 220 صحيفة إلكترونية مرخص لها ومنتديات، ولدينا ثقة في جميع الشباب والشابات، المهم أن نعيش في ثقافة واحدة ومنتمين لأرض واحدة، وإيمان واحد، وأؤكد أنه ليس هناك تضييق على أفكار الشباب والشابات، ونحن في الوزارة مستعدون لأن نتعاون مع الجميع لأنكم أصبحتم تفرضون علينا الكثير من الأفكار والأحلام والآراء، وليس هناك تضييق على أي أحد فيكم سواء شاب أو شابة». وكان الشاب محمد بدر المحمد أشار إلى ما اعتبره آلية تضييق معينة على الشباب والشابات باسم معايير مختلفة «إذا كانت هناك آلية لإزالة هذا النوع من التضييق على الشباب، فسوف نكسب أفكارهم ومشاريعهم، ولكن الشاب أو الشابة لم يقدر أن يكتب أو يعمل أي نشاط وهناك مشكلات كثيرة تواجههم «...»، ماذا يملك شباب الرياض؟ قهاوي مع شيشة، وتفحيط «ومغازلة»، والتعرض لأعراض الناس، وشارع التحلية الذي تخنقه الزحمة طوال اليوم، الشباب إما هنا أو هناك، والشابات في الأسواق»