قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة: إن ثورة الاتصالات الحديثة أسست للفردية وعملت على تقويض المفاهيم التقليدية لصناعة الخبر وتلقيه، وأزاحت من طريقها تلك الصورة القديمة لرئيس التحرير الهرم الذي يجلس على مكتب تراكمت فوقه وخلفه الأوراق والصحف القديمة والملفات. وأعلن خلال مشاركته الثلاثاء في اليوم الأخير من فعاليات منتدى الغد، عن إنشاء إدارة جديدة في وزارة الثقافة والإعلام ل»الإعلام الجديد»، وذلك لمواكبة المتغيرات التي تطرأ على الساحة الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر، واليوتيوب. وزير الثقافة والإعلام يتحدث بالملتقى وفي تصريحات له على هامش مشاركته في منتدى الغد، دعا الوزير خوجه إلى احترام القرار الملكي القاضي بتعديل نظام المطبوعات والنشر, وقال: «هذا ليس تنظيما من وزارة الثقافة الإعلام, بل هو أمر ملكي يجب أن ننظر إليه بكل تقدير وتبجيل». وأضاف: «يجب أن لا نأخذ سطرا من الأمر دون آخر, أو التركيز على بعض الظواهر بل علينا أن نقرأ الأمر الملكي بكل دقة وتفصيل, واعتقد أن الأمر ليس فيه لبس أو غموض ويجيب على جميع الأسئلة. وقال: أعتقد أن جميع الكتاب في الصحف عندما قرأوا هذا الأمر بكل دقة وتمعن وجدوا العكس بأنه يخدم الحرية ولا يعطي الحصانة لأحد بل يحمي المواطن الصغير والعادي والذي ليس له وظيفة, كما يحمي أكبر مسئول وجميعهم سواسية في هذه الحماية, والمهم أن يكون هادفًا بناءً وان لا يتعرض للشخصنة أو تجريح لأحد وعدم التسرع في طرح الآراء وهذا هو قلب الفكر في هذا الأمر». وأوضح وزير الثقافة والإعلام، أن اللائحة التفسيرية لتعديلات نظام المطبوعات والنشر ستصدر قريبا. الى ذلك أظهر استطلاعان للرأي، عرضا بجلسة الوزير خوجة، أن 58 بالمائة من المشاركين يقولون: إن على الإعلام الحكومي مواكبة التغيير، فيما يرى 32 بالمائة أن الإعلام الحكومي مخصص للمناسبات الرسمية فقط. ورأى كذلك 46 بالمائة من المصوتين في استطلاع الرأي الذي عرضه منتدى الغد أمس، بأن القضايا والمواضيع التي تناقش في الإعلام السعودي المرئي والمقروء لا تلامس الشباب إطلاقا، بينما رأى 4 في المائة فقط العكس. وتعليقا على هذه النسب، أوضح خوجة، ان وزارة الثقافة والإعلام تنظر إلى هذا الأمر بأهمية بالغة، بغية تعزيز الثقة في الإعلام الحكومي السعودي. واعتبر أن «الإعلام مسؤولية ثقيلة، ويجب أن تكون هناك دائما استراتيجية واضحة أمام المسؤول الإعلامي، وأن يكون هناك دائما فريق متخصص في جميع البرامج التي تبث، وأن يكون هناك تواصل مع العالم، وألا نكون جزرا معزولة». وأشاد وزير الإعلام بالدور الذي لعبه الشباب خلال المرحلة الماضية، فى تغطية ما لم تستطع القنوات الحكومية الرسمية تغطيته. وأعلن قيام وزارة الثقافة والإعلام بإنشاء إدارة للإعلام الجديد ليتم عبرها التواصل مع الشباب ثانية بثانية، لكي نعلم كيف يفكرون وماذا يريدون منا، على حد قول الوزير. وأكد خوجة أنهم يعملون على تطوير استراتيجية للإعلام الجديد. وقال: «لدينا طموح أن كل شاب في السعودية يمكن أن يكون مراسلا في وزارة الثقافة والإعلام». وشدد على أهمية إنشاء قناة للأطفال، لافتا إلى أن قناة أجيال تسعى لربط الطفل بالقيم والتقاليد والانتماء الوطني. وأعلن أن وزارة الثقافة والإعلام رخصت حتى الآن ل220 صحيفة الكترونية، كما أن هناك الكثير من المنتديات والمواقع الالكترونية تشهد حوارات مفتوحة بين الشباب بعضهم البعض. وأجمع المشاركون في المنتدى على ضرورة مأسسة العمل التطوعي، مؤكدين أن تنظيم مهامه هو السبيل الوحيد لضمان استدامته، مبينين أن التطوع أصبح ضرورة للمجتمع، ولا بد من تنميته عبر تدريب المتطوعين وصقل قدراتهم ضمن مؤسسات تطوعية.