قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، بأن ثورة الاتصالات الحديثة أسست للفردية وعملت على تقويض المفاهيم التقليدية لصناعة الخبر وتلقيه، وأزاحت من طريقها تلك الصورة القديمة لرئيس التحرير الهرم "الذي يجلس على مكتب تراكمت فوقه وخلفه الأوراق والصحف القديمة والملفات. وأعلن خلال مشاركته في اليوم الأخير من فعاليات منتدى الغد مساء الاثنين 3 مايو 2011، عن إنشاء إدارة جديدة في وزارة الثقافة والإعلام ل "الإعلام الجديد"، وذلك لمواكبة المتغيرات التي تطرأ على الساحة الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر، واليوتيوب. وفي تصريحات له على هامش مشاركته في منتدى الغد، دعا وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجه إلى احترام القرار الملكي القاضي بتعديل نظام المطبوعات والنشر, وقال "هذا ليس تنظيم من وزارة الثقافة الإعلام , بل هو أمر ملكي يجب أن ننظر إليه بكل تقدير وتبجيل". وأضاف "يجب أن لا نأخذ سطر من الأمر دون آخر , أو التركيز على بعض الظواهر بل علينا أن نقرأ الأمر الملكي بكل دقة وتفصيل, واعتقد أن الأمر ليس فيه لبس أو غموض ويجيب على جميع الأسئلة". وزاد قائلا "أعتقد أن جميع الكتاب في الصحف عندما قرأوا هذا الأمر بكل دقة وتمعن وجدوا العكس بأنه يخدم الحرية ولا يعطي الحصانة لأحد بل يحمي المواطن الصغير والعادي والذي ليس له وظيفة , كما يحمي اكبر مسئول وجميعهم سواسية في هذه الحماية, والمهم أن يكون هادف بناء وان لا يتعرض للشخصنة أو تجريح لأحد وعدم التسرع في طرح الآراء وهذا هو قلب الفكر في هذا الأمر". وأوضح وزير الثقافة والإعلام، أن اللائحة التفسيرية لتعديلات نظام المطبوعات والنشر ستصدر قريبا. ويأتي ذلك، فيما أظهر استطلاعين للرأي، تم عرضهما خلال جلسة الوزير خوجة، بأن 58 في المائة من المشاركين يقولون أن على الإعلام الحكومي مواكبة التغيير، فيما يرى 32 في المائة أن الإعلام الحكومي مخصص للمناسبات الرسمية فقط. ورأى كذلك 46 في المائة من المصوتين في استطلاع الرأي الذي عرضه منتدى الغد أمس، بأن القضايا والمواضيع التي تناقش في الإعلام السعودي المرئي والمقروء لا تلامس الشباب إطلاقا، بينما رأى 4 في المائة فقط العكس. وتعليقا على هذه النسب، أوضح الوزير خوجة، بأنهم في وزارة الثقافة والإعلام ينظرون إلى هذا الأمر، بأهمية بالغة، بغية تعزيز الثقة في الإعلام الحكومي السعودي. وقال وزير الثقافة والإعلام في كلمته الافتتاحية "لا أشك أن الإعلام هو المحرك الأقوى، والقوة الناعمة الرابعة الأساسية لتحريك كل شيء سياسيا وثقافيا واجتماعيا.. وما نشهده في هذا العالم من تحركات كان الإعلام المحور والمحرك الرئيسي لكل ما حدث، الإعلام له تأثير كبير جدا في جميع التحركات السياسية التي تمت وحدثت حولنا، وعلى سبيل المثال، كنا في الماضي نتحدث عن أن العالم قرية كونية، الآن أصبح العالم نحمله على أكف أيدينا". وأضاف في حديثه عن تأثير الإعلام "تأثير الإعلام نعيشه في كل لحظة من لحظات حياتنا.. الإعلام ليس للتمثيل الرسمي فقط للدولة، بل أصبح جزء أساسي من المجتمع لتحريكه اجتماعيا وثقافيا وسياسيا بالطريقة الصحيحة، وهو بالتالي أصبح صناعة، وينظر له إستراتيجيا وبمفهوم أوسع من أن أملأ الساعات التلفازية بأغاني أو مسلسلات.. يجب أن تستغل الإذاعة والتلفزيون أو الصحف، وأن يكون لها هدف وفكر وإستراتيجية معينة لملأ الساعات أو الصفحات أو الصوت الإذاعي سواء رسمية أو خاصة". ورأى الوزير خوجة بأنهم "أمام مسؤولية كبيرة أمام الأبناء والشعوب والمجتمع، وهو كيف نملأ هذا الوقت بالشيء المناسب الذي يتلقاه المتلقي بصورة مناسبة ويواكب مستجدات العصر". واعتبر وزير الثقافة والإعلام بأن "الإعلام مسؤولية ثقيلة، ويجب أن تكون هناك دائما إستراتيجية واضحة أمام المسؤول الإعلامي، وأن يكون هناك دائما فريق متخصص في جميع البرامج التي تبث، وأن نكون هناك تواصل مع العالم، وألا نكون جزر معزولة". وأشاد وزير الإعلام بالدور الذي لعبه الشباب خلال المرحلة الماضية، حيث قاموا بتغطية ما لم تستطع القنوات الحكومية الرسمية من تغطيته. وقال "الشباب استطاعوا تغطية أحداث لم نستطع نحن كإعلام رسمي تغطيتها.. ولذلك نحن عملنا إدارة للإعلام الجديد، حيث يستحيل أن نعيش بمنأى عن هذا التغيير الذي يحصل". وأعلن خوجة بأن وزارة الثقافة والإعلام قامت بإنشاء إدارة للإعلام الجديد ليتم عبرها التواصل مع الشباب ثانية بثانية، لكي نعلم كيف يفكرون وماذا يريدون منا، على حد قول الوزير. وأكد خوجة أنهم يعملون على تطوير إستراتيجية للإعلام الجديد. وقال "لدينا طموح أن لكل شاب في السعودية يمكن أن يكون مراسل في وزارة الثقافة والإعلام". وفي رده على التساؤلات التي طرحها الجمهور، شدد خوجة على أهمية إنشاء قناة للأطفال، لافتا إلى أن قناة أجيال تسعى لربط الطفل بالقيم والتقاليد والانتماء الوطني. وقال عن تجربة قناة أجيال "كخطوة أولى نجحنا.. قناة أجيال تحتاج لتطوير أكثر". وكان لمحمد المحمد، وهو شاب سعودي في العشرينات من عمره، مداخلة حادة، انتقد فيها الوضع الحالي للشباب، وقال أنهم يتعرضون للتضييق باسم الدين والعرف، على الرغم من أن الدين والعرف الحقيق هو مع الحرية وليس ضدها. وعلق خوجة على مداخلة الشاب المحمد، قائلا "انه ليس هناك تضييق أبدا، فالعالم الافتراضي أصبح هو العالم الحقيقي المسيطر، وأصبح التحاور مع جميع أنحاء العالم". وأعلن الوزير خوجة بأن وزارة الثقافة والإعلام رخصت حتى الآن ل220 صحيفة الكترونية، كما أن هناك الكثير من المنتديات والمواقع الالكترونية التي تشهد حوارات مفتوحة بين الشباب بعضهم البعض.