أبدى عدد من المفكرين والمثقفين المشاركين في نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته ال26 الثقافية، رضاهم عن المواضيع المطروحة ومستوى الحرية والمتحدثين في الندوات التي اشتمل عليها النشاط الثقافي هذا العام، مؤكدين أن الجنادرية بفضل جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أصبحت منبرا حواريا عالميا. وقال الباحث والمفكر الفرنسي من أصل عربي الدكتور هاشم صالح، أن المواضيع المطروحة في مهرجان الجنادرية جيدة ومستوى المتحدثين وسقف الحرية مرتفع جدا، مبينا أن التخوف الغربي من الإسلام مبالغ فيه ومحصور في أوساط اليمين المتطرف وناتج عن جهل وسوء فهم «يجب أن يشرح لهم الإسلام الوسطي المعتدل وعند ذلك يزول الخوف، حيث لا يزال المسلمون يدفعون ثمن أحداث ال11 من سبتمبر إلى الآن». وأكد في تصريح صحفي على هامش النشاطات الثقافية للمهرجان أمس، أنه يجب أن يقدم للغرب الصورة الحقيقية للإسلام المعتدل المتسامح الذي أصبح منارة للعالم وشع نوره حتى عم البشرية جمعا في قيمه ومبادئه، حيث عاشت تحت لواء الإسلام مختلف الثقافات وأخذ منها ونقل لها الشيء الكثير. من جهة أخرى، أكد الأستاذ بجامعة دوشيشا في كيوتو باليابان المفكر المصري الدكتور سمير نوح، اهتمام اليابانيين بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الداعية إلى حوار الحضارات. وطالب بأن تهتم الجنادرية بالشباب السعودي، وأن تتيح لهم الفرصة لحضور الندوات الثقافية عن طريق تشغيلهم في تنظيمها وتوفير حوافز جاذبه لهم لكي يكتسبوا الخبرة في التنظيم والفائدة العلمية مما يطرح فيها والاحتكاك مع المثقفين لينعكس ذلك عليهم في المستقبل «يجب أن يتاح لهم الفرصة للمشاركة على غرار مشاركة الكشافة في الحج». وأضاف نوح «الشباب طبقة مهمة يجب أن نهتم بهم أكثر، وأن نشركهم فكريا وثقافيا وتنظيميا، وأن نبث فيهم روح العمل التطوعي عن طريق المشاركة المنظمة والحوافز البسيطة». وعن اهتمام اليابانيين بمبادرة خادم الحرمين الشريفين، قال في ورقته التي قدمها بندوة «المشهد الثقافي والاجتماعي في اليابان»، إن المفكرين في اليابان لا يرون أبدا وجود أي تصادم بين الحضارة الإسلامية والحضارات الأخرى، لافتا إلى أن مركز دراسات الأديان التوحيدية يعد مثالا على تضافر الجهود اليابانية السعودية لدعم مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الأديان والثقافات والتعايش بينها في أمن وسلام «لقيت المبادرة ترحيبا من جانب المفكرين اليابانيين والقادة الدينيين في اليابان ولم يكن الأمر بجديد عليهم فقد سبق لخادم الحرمين الشريفين أن زار اليابان حين كان وليا للعهد وكان حديثه واضحا للإعلام الياباني حين نصح مسلمي اليابان أن يعملوا لخدمة وطنهم وأن يمتثلوا لقوانين بلادهم وقيمها لأنها لا تختلف في شيء عن قيم الإسلام». إلى ذلك، قال رئيس تحرير جريدة الصوت العراقية مؤيد عبدالقادر، إن الجنادرية تعد نقلة نوعية في شكل وملامح المهرجانات العربية، مؤكدا أنها أخذت بعدا جديدا بعد أن أضاف إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مواضيع الحوار، حيث تحولت من مهرجان إلى منبر حواري عالمي. وأكد أن الجنادرية تكمن عظمتها في كونها وليدة مؤسسة عسكرية «هذا يعطي انطباعا حضاريا بأن المؤسسة العسكرية في المملكة ليست اختصاصية بالجانب العسكري فقط، بل تأخذ الجانب الثقافي لكي يكون للثقافة حضور، وهذا ليس غريبا على خادم الحرمين الشريفين الذي نكن له في العراق كل تقدير» .