لا أحد يمكنه التشكيك في القدرات الفنية للاعب خالد عزيز وما يملكه من إمكانيات جعلته في الأعوام الأخيرة أحد أهم العناصر داخل أرض الملعب سواء مع المنتخب السعودي أو ناديه الهلال، ولكن يبدو أن هذا النجم «زودها حبتين» وتمادى كثيرا في تمرده وعدم انضباطيته.. ودائما ما يصر على تقديم نفسه في موضع الشكوك والوصول لمناطق شائكة ومريبة.. خاصة أن لديه حصيلة وفيرة من المواقف والشواهد والقرائن التي تؤهله ليحتل مرتبة متقدمة في قائمة اللاعبين الذين تحوم حولهم الشكوك باستمرار.. ويكفي فقط قراءة أقرب صفحات تاريخ هذا اللاعب لاكتشاف سطور من حالات الغياب والأعذار اللانهائية.. حتى «بلغ السيل الزبى» وأصبح عزيز حالة نادرة في التاريخ الرياضي المحلي.. ومضرب مثل في التغيب والهروب قبل اللقاءات المهمة والحاسمة.. حتى فقد ثقة الكثير من الجماهير الرياضية فيه.. واهتزت صورته بطريقة جعلته أقرب للاعبين الذين يتعرضون لموجة هائلة من صافرات الاستهجان في الملاعب الأوروبية.. وهو الأمر الذي يجب أن يضع عزيز له حدا لكي لا تتطور الاتهامات لتصل ربما لأبعد من ذلك.. وتقترب من مس كرامته وشخصيته ونزاهته. شخصيا أتصور أن حالة خالد عزيز تحتاج إلى وقفة ودراسة وتدخل قوي يستطيع أن يبدد كل علامات التعجب والاستفهام التي تلاحق مسيرة هذا اللاعب خاصة مع ناديه منذ فترة طويلة.. فهو إن سلم من الإصابة لم يسلم من الغياب والأعذار التي حفظناها عن ظهر قلب.. وهذه الحالة من وجهة نظري الخاصة تستدعي الوقوف عندها طويلا والبحث عن مسبباتها وإيقاف هذا المسلسل الرتيب عند نقطة معينة.. فهو إن «انطلى» على الإدارات السابقة لا يمكن أن «ينطلي» على الإدارة الحالية.. وبخاصة حذاقة سامي الجابر الذي من الواضح أنه سينهي هذه المعاناة قريبا بحنكته ودهائه ويقدم لنا صورة حقيقية للإداري الواعي والمتمكن. بقي أن أهمس في أذن خالد عزيز لأقول: إن التاريخ سيحفظ لك كل هذا العبث.. وسيتحدث المجتمع كثيرا عن حالتك الغريبة وسيأتي اسمك كثيرا للاستشهاد على ما لا يعجبك.