مسكينة هي الأم.. مسكين هو الأب.. هما أكثر من يدفع ثمن الحضارة والتغيير حيث تزج بهم في حجرات الغربة وغرفات الحيرة.. وتفصل بينهم وبين فلذات أكبادهم روحا لا جسدا.. يناشدون أبناءهم ولكن لا يستجيبون.. ألهتهم مغريات الدنيا وبهرجة الحضارة. بنت الجزيرة نعم البلاك بيري لم يسرق أطفالنا فقط، بل حتى الكبار إخواننا وأخواتنا، ولا أستبعد أن نستخدمه نحن في يوم من الأيام.. إنه لغة العصر الحديث! الأمل البعيد الجوال وسيلة اتصال لا لهو، والبلاك بيري لرجال الأعمال وليس للأطفال، لكنه الغزو الفكري عبر وسائل الاتصالات باالمحادثات وغيرها. وأتمنى من كل أسرة عدم توفير جوال البلاك بيري للأبناء. هشام بن فهد اخترع الغرب البلاك بيري ليسهل لهم التواصل ويوفر لهم الوقت عند اجتماعاتهم الدورية حتى ينجزوا أكثر ويتقدموا أسرع في سبيل تطوير منشآتهم وشركاتهم العملاقة التي تخدم مصالحهم الدنيوية لحياة أسهل وأكثر رفاهية. هم يخططون ويطورون وينفذون.. ونحن تائهون، لا نخترع، ولا نستفيد من غيرنا. نوارة بالنسبة إلي، إذا رأيت أحدا معه بلاك بيري لا يمكن أن أتحدث إليه لأني أعرف إني سأكلم نفسي! والله أكره هذا الجهاز. حتى في مجالسنا ومناسباتنا الكل مشغول فيه..«لا أحد فاض يكلم أحدا!» الله يعطينا سعة الصدر مثل ما قلت ويصلح أحوال المسلمين. أم المساكين أتفق معك أن الموضوع ليس بسيطا.. أختي قالت لي بعد اقتراحي لها أن تتجاوب معهم وأن تشتري لنفسها بلاك بيري: «هاذي مو حياة».. قلت لها تحدد حياة من بالضبط؟! يختار الأبناء أشياء في حياتهم حتى لو لم نوافق عليها وهي بحد ذاتها ليست عيبا ولا حراما.. يمكن أن يساء استخدامها لتصبح كذلك.. لا نملك إلا أن نحرص على ألا تكون كذلك.. سألت أختي «هل تذكرين حياتنا قبل الجوال؟ نحن إليها نشتاق لها لكننا لا نستطيع أن نحياها مجددا.. ليس لأننا نحب الكلام الزايد.. بل لأن المسؤولية تحتم ذلك.. إذ أصبحت النظرة الآن لمن يخرج وينسى موبايله أنه إنسان غير مسؤول.. قلت لها أيضا أن تختار بين أن تكون وحيدة جزئيا أو ينعزل أبناؤها كليا عن الناس.. هو شر لا بد منه.. فيسبوك وتويتر والناس أون لاين كل الوقت.. ديوانيات وصالات وصالونات رقمية.. ساحة التأثير والتأثر الجديدة. SoulEng