«لا أستطيع تخيل حياتي بدون البلاك بيري، لم أنم منذ فترة طويلة لأني لم ألامس أزراره، وهو أول ما أفكر فيه عند استيقاظي من النوم، لقد أصبح مثل الهواء الذي أتنفسه! ولا يمكن أن يعيش الإنسان دون هواء» عبدالعزيز أحمد - مدمن بلاك بيري. «هذا الجهاز بريء وجذاب، لا أعلم كيف يقولون إنه يهدد الأمن! إنه غير شرير على الإطلاق. علاقتي بصديقاتي ازدادت بعد شرائي لهذا الجهاز، وكذلك أختي الكبيرة لم أشعر بالقرب منها إلا بعده» سناء خالد - مدمنة بلاك بيري. «يا أخي فاتورة الجوال ما نزلت إلا يوم اشتريت بلاك بيري، مسوي جروب للعيال بالاستراحة، وأنا جاي ببرودكاست واحد أعرف وش يبون، وببرودكاست ثاني أعرف وين موعدنا» أبو نجر – «عربجي» ومدمن بلاك بيري. لم يسبق لقضية أن شغلت الشباب السعودي بهذا الزخم مثلما فعلت قضية البلاك بيري وحظره، فبين مؤيد للقرار وآخر مطالب بمنعه وثالث يقف متسائلا: «شكله جهاز فلة يا ليتني شاريه!». هذه الظاهرة الغريبة من تدني مستوى الاهتمامات والفراغ الفكري بين دول العالم الثالث جديرة بالدراسة والبحث من قبل علماء النفس، وعلماء الاجتماع. من سطح اهتماماتنا؟ من جرفنا إلى هذا المستوى المنحدر الذي يشكل فيه جهاز جوال أو مسلسل تركي علامة فارقة في حياة الكثيرين؟ وما بين ملايين المشاكل التي تتمتع بها دول العالم الثالث، مثل الفقر وتدني مستوى الخدمات الصحية وسوء مستوى التعليم، والقضايا الحقوقية، بالإضافة إلى التعاطي المهين مع الإنسان وحقوقه، تقف قضية حظر خدمة البلاك بيري على رأس القضايا الهامة والمؤرقة التي يجب حسمها في أسرع وقت ممكن! أي مستقبل مريع ينتظر هذه الدول التي أخذت على عاتقها الاستناد إلى أجيال بهذه السطحية الفكرية، وبخواء يمكن أن تثير فيه أي قطعة معدنية صوت ضجيج مقلق؟