في حديث مع أحد قال لي إن المحاكم هذه الأيام في دول عربية أضافوا سببا جديدا للطلاق وهو البلاك بيري، فعجبا كيف أن الإنسان يمكن أن يهدم حياته ويقلبها رأسا على عقب بسبب جهاز تافه لا تتعدى قيمته ألفي ريال يحمل من المشاكل أكثر مما يحمل من الخير والمنفعة. ولكن من جهة أخرى، فالبلاك بيري وغيره من الأجهزة ما هي إلا آلات لا أكثر لا تهدم بيتا ولا تبني كوخا، البلاك بيري حين اخترع كان الهدف منه بالتأكيد ليس بأن تضيف زوجة ما برنامجا حاسوبيا لتتابع عن طريقه تحركات زوجها وليس لكي تتسلى به إحدى الزوجات مع غرباء لا تعرفهم بحجة أنها وحيدة وزوجها مسافر. اخترع البلاك بيري ليكون مكتبا متحركا للموظفين التنفيذيين حتى يبقوا على اتصال دائم مع آخر المستجدات التي تطرأ في مكاتبهم ومجال عملهم. البلاك بيري لم يخترع كي يعبث به الأطفال، أو نحيله لمجرد طريقة لتبادل الأحاديث والشائعات بين المراهقين وغير المراهقين طيلة النهار والليل. البلاك بيري لا يتسبب في تطليق الرجل من زوجته ولا يتسبب في حوادث السير ولا يتسبب في العزلة ولا يسبب الإدمان على الثرثرة، الناس هم الذين فعلوا ذلك بأنفسهم، هم من استخدم الجهاز بشكل خاطئ، هم من ألغوا عقولهم وانحازوا للخطأ والتجاوز وعدم التفكير وليس الجهاز. في بيتي بلاك بيري لكنني لم استخدمه لأنني ببساطة قررت أنني لست بحاجة إليه. عبد الواحد الرابغي جدة