تجري الاستعدادات على قدم وساق في العاصمة السعودية الرياض لاستقبال وفدي السلطة والمعارضة اليمنية للتوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية. يأتي ذلك رغم القلق من احتمال عدم التوقيع عليها بعد تحفظ الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على مشاركة قطر في مراسم التوقيع. وكشفت مصادر بالمعارضة اليمنية أنها جاهزة للتوجه إلى الرياض للتوقيع على المبادرة. وأضافت المصادر بالعاصمة صنعاء أنه سيكون على رأس وفد المعارضة رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد سالم باسندوه، وعضوية عدد من قيادات المعارضة، إضافة إلى مندوبين عن اللواء علي محسن صالح. التقى الرئيس صالح بصنعاء، أمس، أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني لترتيب أمر التوقيع على نص المبادرة، والذي سيتولاه رئيس الحكومة الأسبق والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي الحاكم عبدالكريم الأرياني. وقد عبرت قطاعات واسعة من الشارع اليمني عن رفضها للاتفاق الذي يمنح صالح حصانة من المتابعة القضائية، هو وأفراد عائلته وأركان حكمه. وكشف مسؤول حكومي يمني، أمس، أن المناقشات جرت حول ما إذا كان الرئيس سيوقع على اتفاق نقل السلطة الذي يتخلى بمقتضاه عن السلطة خلال شهر، أم أنه سيترك التوقيع للحزب الحاكم؟ ووصل وفد من مجلس التعاون الخليجي إلى اليمن، أمس، حاملا نص مبادرة لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد من خلال تنحي الرئيس صالح عن الحكم مقابل ضمانات بعدم ملاحقته قضائيا. وقد استقبل الرئيس صالح أمين عام المجلس عبداللطيف الزياني فور وصوله صنعاء وبحضور وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي لبحث الترتيبات النهائية لتوقيع الاتفاق بين السلطة والمعارضة لنقل السلطة سلميا في العاصمة السعودية الرياض. وأجرى الوفد أيضا محادثات مع قيادات المعارضة لنفس الغرض. ويشار إلى أن أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية تحت ما يسمى اللقاء المشترك قبلت مبادرة مجلس التعاون بينما يصر قادة الاحتجاجات على تنحي صالح فورا. ميدانيا، أكدت مصادر طبية وأخرى أمنية لهيئة الإذاعة البريطانية ارتفاع عدد قتلى المواجهات بين القوات الحكومية ومسلحين في حي المنصورة بعدن جنوبي اليمن إلى ستة قتلى، ثلاثة من المعتصمين وثلاثة من القوات الحكومية التي اقتحمت، صباح أمس، مخيم الاعتصام بساحة الشهداء في الحي بالدبابات و15 مدرعة وأطلقت النيران بشكل عشوائي وأحرقت خيام الاعتصام بالكامل. بينما تقول مصادر أمنية إن مسلحين ألقوا قنبلة يدوية على مجموعة من الجنود بالقرب من ساحة الاعتصام وقتلوا ضابطا وجنديين ما دفعها للرد باقتحام المخيم بتلك الطريقة. وقد شهدت أنحاء اليمن مظاهرات حاشدة وزعت بين تأييد ومعارضة نظام الرئيس صالح، أمس الأول. في المقابل، اتهمت وزارة الدفاع اليمنية مسلحين في حي المنصورة بإطلاق النار على وحدات من الجيش حاولت إزالة المتاريس التي أقامها المتظاهرون وفتح الطريق. يذكر أن عدن أصيبت بالشلل تلبية لدعوة الإضراب العام في إطار الاحتجاجات المستمرة المطالبة برحيل الرئيس صالح. ويأتي ذلك قبل يومين من الموعد المقرر لتوقيع الحكومة والمعارضة على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي الرامية إلى نقل السلطة سلميا في البلاد. من جهة أخرى، أدى النائب العام الجديد في اليمن الدكتور علي أحمد ناصر الأعوش اليمين الدستورية أمام الرئيس صالح خلفا للدكتور عبدالله العلفي الذي استقال من منصبه. وطالب الرئيس النائب العام الجديد بإحالة كافة قضايا العنف ضد المحتجين إلى القضاء للبت فيها