اقترح عدد من المختصين وسكان مكةالمكرمة إنشاء جمعية ل «أصدقاء البلدية» على غرار الجمعيات الأخرى المشابهة ومنها أصدقاء المرضى وأصدقاء المجتمع وغيرهما، وذلك للمساهمة في حل الكثير من معاناة السكان وتوفير الخدمات البلدية في الأحياء السكنية وتطوير العلاقة بين سكان الأحياء والبلديات بشكل يسهم في صنع مناخ صحي، بعيدا عن أجواء الاتهامات المتبادلة بينهم. وذكروا ل«شمس» أن الجمعية يمكن أن تكون بمثابة «عين ثالثة» لأمانة العاصمة المقدسة وهمزة وصل بين بلدياتها وبين السكان من خلال تفعيل النقل المباشر لهمومهم واحتياجاتهم وعرضها على وجه السرعة على طاولة المسؤولين، وفي المقابل تفعيل دور السكان في الاستجابة لتوجيهات البلديات بالمحافظة على مشاريع وخدمات النفع العام والالتزام بالأنظمة والقوانين البلدية. وقال عضو مجلس حي الشرائع بمكةالمكرمة حجب العتيبي إن الفكرة يمكن أن تتوسع وتطبق في مختلف المحافظات والمدن لمساعدة الجهات المختصة في كل ما يخص توفير الاحتياجات الضرورية التي تفيد سكان الأحياء، ومتابعة التعديات التي تحدث من قبل ضعفاء النفوس والمشاريع المتعثرة كمشاريع تصريف السيول وغيرها من الأعمال التي تصب في المصلحة العامة. أما بخصوص ترشيح أعضاء تلك الجمعية، فأشار إلى أنه بالإمكان أن تختار الأمانات أو البلديات خمسة أشخاص من كل حي، من أصحاب الرأي والخبرة الحياتية وعلى درجة من العلم والدراية بضروريات الحياة والخدمات البلدية للأحياء السكنية والمواطنين، ليكونوا صوتا لتلك الأحياء، ومن ثم يتم نقل ما تريده الأحياء أو ما ينقصها من خدمات عامة للسكان، بعدها تخضع تلك الاحتياجات للدراسة من قبل البلديات لمعرفة مدى جدواها وإمكانية توفيرها: «حبذا لو تجتمع البلديات بشكل دوري مع أعضاء الجمعيات، ولو مرة في الشهر، للاستماع إليهم مباشرة». أما أستاذ الشريعة بجامعة أم القرى عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمكةالمكرمة الدكتور محمد السهلي فاعتبر أن الفكرة وجيهة ونابع من قول الله تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى»، خاصة إذا تم إنشاؤها في مكةالمكرمة التي ينبغي أن تكون زهرة المدائن وتاج المدن بين جميع البلدان. واقترح أن يكون للجمعية مناديب «أصدقاء» في كل حي أو كل حارة ليكون عملها شاملا، ومن ثم يتم التواصل مع أمانة العاصمة المقدسة أو بلدية المنطقة أو المجلس البلدي في رفع مشاكل واحتياجات السكان والأحياء في عديد المجالات، كالنظافة أو المشاريع المتعثرة أو غيرها. من جانبه امتدح نائب رئيس المجلس البلدي بالعاصمة المقدسة بشيت المطرفي الفكرة وطالب بدراستها من قبل الجهات ذات الاختصاص لبلورتها في صيغة قابلة للتطبيق، مشيرا إلى أن وجود تواصل بين السكان والبلديات والمجالس البلدية عبر هذه الجمعيات سيكون حافزا إضافيا للإنجاز والعمل من أجل تلبية طموحات السكان وترقية الأحياء بالشكل المطلوب. وذكر خالد الشريف «من سكان حي العزيزية» أن الفكرة جيدة وقابلة للتطبيق، مشيرا إلى أنه بالإمكان تقسيم البلديات الفرعية والأحياء التابعة لها إلى مربعات ثم بعد ذلك تقوم بترشيح متطوعين أو أكثر من كل حي للإشراف كعناصر إضافية مساندة لأعمال مراقبي البلدية، والمقاولين القائمين بالأعمال البلدية وعين فاحصة ومراقبة لجودة الخدمات المقدمة، وهي أعمال ستنهي مشاكل التراخي في إنجاز الأعمال وتجويدها. ولفت إلى أن المتطوعين في الجمعية يمكن أن يخاطبوا مباشرة بلدياتهم عبر مختلف وسائل الاتصال للإبلاغ عن أي مخالفات أو قصور في الخدمات. كما يمكن عقد لقاء شهري يجمع بقية أصدقاء البلديات بالمربعات أو الأحياء الأخرى التابعة لها. وذكر أن عملية ترشيح الأعضاء يمكن أن تتم عن طريق البلديات نفسها أو سكان الأحياء أو المربعات على أن يكون المرشحون من المشهود لهم بالخبرة والأمانة والتجرد للمصلحة العامة. ووصف عمر فريد عالم «من سكان شارع الحج» فكرة الجمعية بالمشروع الحضاري، مشيرا إلى أنها في حال أصبحت أمرا واقعا فإنه يتوقع أن تقضي على كثير من المشكلات التي تؤرق سكان الأحياء والمتعلقة بالخدمات البلدية، وستلبي احتياجاتهم بشكل أكثر فاعلية لأنها ستكون جسرهم للتواصل مع بلدياتهم وصوتهم المسموع من دون حواجز. ولفت إلى أن الجمعية ستخدم سكان أحياء مكةالمكرمة بنسبة 40 %، كما ستزيد من عدد الخدمات المقدمة وتطويرها وتقليص الفترة الزمنية لحل بعض المشاكل ومعالجتها من قبل مختصين في هذا المجال. من جانبه اعتبر الناطق الإعلامي بوكالة الخدمات بأمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري أن وجود جمعية لأصدقاء البلدية أمر ضروري، خاصة أن أمانة العاصمة المقدسة جهة خدمية تهتم بالمواطنين والمجتمع، ووجود مثل هذه الجمعية يساعد على تجاوز الكثير من المشكلات التي تحدث في الأحياء السكنية والشوارع والطرقات. وقال ل«شمس» إن وجود «صديق» يكون بمثابة الوسيط الناقل والعين الثاقبة للبلدية في الأحياء لنقل تطلعات السكان واحتياجاتهم ورفع الشكاوى ومعالجتها في أسرع وقت. ولفت إلى أن «صديق البلدية» لا يعمل في اتجاه واحد فقط، أي ناقل لصوت السكان، فحسب بل يعمل على توعيتهم أيضا بأهمية الالتزام بالنظافة وصحة البيئة والمحافظة على المرافق العامة وأن يكونوا عونا في ترقية الخدمات .