بعد تسعة أعوام منذ آخر مواجهة أوروبية جمعتهما يعود صراع «الكلاسيكو» الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة إلى الصعيد القاري بعيدا عن الأجواء المحلية، حيث يلتقي الفريقان اليوم في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب «سانتياجو برنابيو». ويسجل التاريخ تفوقا واضحا لصالح الريال الذي يخوض مواجهة الذهاب على أرضه وبين جماهيره، لكونه حقق ثلاثة انتصارات في المواجهات الست التي جمعته بغريمه التقليدي على صعيد المنافسات الأوروبية، في حين لم يحقق برشلونة سوى فوز وحيد وتعادل في مناسبتين. وبخلاف ذلك التقى الفريقان مرتين في ذات البطولة وبالدور نصف النهائي أيضا عامي 1962 و2002، وفي كلتا المرتين نجح الريال في تخطي عقبة منافسه والوصول إلى المباراة النهائية، قبل أن يحقق اللقب في تلك المناسبتين. وبعيدا عن الصراعات التاريخية بين الجانبين، يبدو أن الريال نجح أخيرا في فك عقدة برشلونة التي لازمته في المواسم الأخيرة وخرج خاسرا بنتائج كبيرة مثل 2/6 و0/5، بعد أن نجح في خطف لقب كأس إسبانيا من أمامه الأربعاء الماضي، ليكون قد أعد نفسه من الناحية النفسية بالشكل المطلوب. ويعتمد مدرب النادي «الملكي» جوزيه مورينيو على النهج الدفاعي في غالبية لقاءاته مع برشلونة، ويعد واحدا من أكثر المدربين العارفين بالفريق، فسبق له أن تواجه معه في ست مناسبات عندما كان مديرا فنيا لتشلسي الإنجليزي قبل أن يواجهه أربع مرات خلال فترة توليه زمام تدريب إنتر ميلان، والآن يقابله للمرة الثالثة كمدرب مع الريال. ومن المتوقع أن يلعب مورينيو بطريقة مشابهة بتلك التي كفلت له تحقيق الانتصار على برشلونة في نهائي الكأس المحلية، بوضع قلب الدفاع البرتغالي بيبي في مركز المحور إلى جانب تشابي ألونسو ولاسانا ديارا نظرا إلى تأكد غياب سامي خضيرة بداعي الإصابة. ورغم ذلك يواجه المدرب البرتغالي مشكلة في خط دفاعه نظرا إلى غياب ريكاردو كارفاليو بعد أن حصل على إنذاره الثالث في إياب الدور ربع النهائي، ما قد يجعله يتراجع عن توظيف المدافع الآخر بيبي كلاعب ارتكاز، للابتعاد عن المغامرة خصوصا وأن المدافع البديل راؤول البيول لم يقدم المستوى المطلوب مع الفريق، والاكتفاء بلاعبي ارتكاز خصوصا وأن المباراة تقام على أرضه. ويعتمد الريال في منظومته الهجومية على البرتغالي الآخر كريستيانو رونالدو سواء بالاختراق من العمق أو الأطراف مستغلا قوته الجسمانية وسرعته والمخزون المهاري العالي الذي يمتلكه، بالإضافة إلى بعض الإسهامات من المهاجم كريم بن زيما والأرجنتيني دي ماريا خصوصا على الجهة اليسرى التي غالبا ما تكون مصدر خطورة للفريق نظرا إلى التفاهم الموجود بين دي ماريا والظهير الأيسر مارسيلو. وعلى الجهة الأخرى يسعى برشلونة إلى إعادة تفوقه على غريمه التقليدي، ويحاول مدربه جوسيب جوارديولا في إعادة ترتيب الفريق بعد خسارة الأربعاء الماضي، ولكن ذلك لن يكون سهلا، لا سيما مع الغيابات الكبيرة في خط الدفاع، حيث بات برشلونة مجبرا على اختيار أحد اللاعبين للمشاركة في مركز الظهير الأيسر، نظرا إلى إصابة إيريك أبيدال وتكرار ذات الأمر مع أدريانو وما زاد الأمور سوءا تأكيدات الجهاز الطبي بأن ماكسويل هو الآخر لن يقوى على اللعب. وبخلاف الشق الدفاعي، لا يزال برشلونة قادرا على إرعاب خصمه من النواحي الهجومية، بعد أن نجح المهاجم ديفيد فيا في وضع حد لصيامه عن التسجيل طيلة المباريات ال 11 الماضية، بعد أن هز شباك أوساسونا بالدوري المحلي السبت الماضي، في حين يجد الأرجنتيني نفسه دائما على ملعب «سانتياجو برنابيو» بتسجيله في اللقاءات الثلاثة الأخيرة على ملعب الريال .