تنتقل سلسلة مواجهات (الكلاسيكو) بين برشلونة وريال مدريد الإسبانيين من الملاعب المحلية إلى الساحة القارية، عندما يتواجهان الأربعاء 27 أبريل 2011 في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب سانتياجو برنابيو في مدريد. وكانت السلسلة الرباعية بين الغريمين التقليديين انطلقت في مسابقة الدوري، حيث تعادلا 1-1 ليحقق برشلونة النقطة المعنوية الأولى ويحافظ على فارق النقاط الثماني التي تفصله عن غريمه، ويقطع شوطا كبيرا للمحافظة على لقبه. لكن في الثانية فاز الريال 1-صفر بهدف لنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو في الوقت الإضافي على ملعب ميستايا في مدينة فالنسيا ليحرز لقب كأس الملك. ويقدم برشلونة مستويات خارقة محليا وأوروبيا، لكن ريال بقيادة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أحرز أول ألقابه مع الفريق الملكي في الكأس، عرف كيف يقتنص الفوز من غريمه. وبعد إحرازه لقب الكأس المحلية في دولة رابعة مختلفة بعد البرتغال وإنجلترا وإيطاليا، يأمل مورينيو هذه المرة قيادة الفريق الملكي نحو النهائي ليحرز لقبه القاري العاشر معززا رقمه القياسي، وليصبح أول مدرب يحرز اللقب القاري مع ثلاثة أندية مختلفة بعدما توج بها مع بورتو البرتغالي عام 2004 وانترناسيونالي الإيطالي العام الماضي. شبح الخسارة ويبدو أن الريال تخلص من شبح الخسارة التي تلقاها في ذهاب الدوري 5-صفر، من خلال اعتماده خطة محكمة، تعتمد على سرعة رونالدو في الهجمات المرتدة بدعم دفاعي في الوسط من البرازيلي بيبي وهجومي من الألماني مسعود أوزيل والجناح الأرجنتيني الخطير أنخل دي ماريا. وهذه المرة ال22 التي يخوض فيها ريال الدور نصف النهائي، بعد خروجه ست مرات متتالية من دور ال16، كما أنه سيحاول بلوغ النهائي ال13 في تاريخه. ويخوض برشلونة الدور نصف النهائي للمرة الرابعة المتتالية، ويأمل مدربه جوسيب جوراديولا التأهل إلى النهائي بعدما خرج الموسم الماضي أمام مورينيو بالذات عندما كان الأخير على رأس إنتر. وأقر جوارديولا بأن فريقه بدأ يتأثر من طول مدة الموسم "لن نذهب إلى مدريد في لياقة مثالية، لكننا سنذهب مع حماسة الفوز ونحن نؤمن للغاية في قدراتنا". وكان لافتا اعتبار جوارديولا أن "ريال مدريد مرشح للفوز، لكننا سنذهب إلى برنابيو لنهاجم، نسجل الأهداف، ونسعى للفوز في اللقاء". ويبدو ملعب برنابيو مسرحا جيدا للمهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، إذ نجح في هز الشباك في زياراته الثلاث الأخيرة، حيث حقق برشلونة فوزين وتعادلا واحدا في زياراته الأخيرة إلى العاصمة. إصابات بالجملة لكن برشلونة يعاني من عدة إصابات في خط دفاعه، على غرار الظهيرين البرازيليين أدريانو وماكسويل والأرجنتيني جابريال ميليتو والفرنسي إريك أبيدال وقائد الفريق كارلوس بويول. وتقتصر إصابات ريال على لاعب الوسط الألماني سامي خضيرة الذي تعرض لإصابة في الفخذ وسيغيب عن الملاعب حتى نهاية مايو المقبل، حسب فحص طبي خضع له. وسيكون بإمكان لاعب الوسط أندريس أنييستا المشاركة في المباراة بعدما قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عدم فرض عقوبة إضافية على الدولي الإسباني. وأكد الاتحاد الأوروبي للعبة النبأ بإعلانه إغلاق التحقيق التأديبي الذي كان فتحه بحق إنييستا لفرض عقوبة لمباراة إضافية بحقه، على اعتبار أنه تعمد نيل بطاقة صفراء في ذهاب ربع النهائي أمام شاختار دانييتسك الأوكراني كي يغيب عن لقاء الإياب وينظف سجله من البطاقات الصفراء، حسب ما جاء في تقرير مراقبي المباراة. وقال إنييستا إنه يحلم بخوض المباراة النهائية على ملعب ويمبلي "أنا أحلم بالذهاب إلى ويمبلي.. يجب أن نفكر في التسجيل (ذهابا) ثم سيقودنا جمهورنا إلى ويمبلي". من جانبه أكد البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لفريق ريال مدريد صعوبة مواجهة برشلونة، وقال :"لعبنا مباراة رائعة في الدوري وكذلك في الكأس ، ولكننا نواجه فريق من طراز عالمي ويمتلك مدرب قدير". وقال مورينيو خلال المؤتمر الصحفي على هامش مباراة الأربعاء :"ستكون معركة بكل المقاييس ، لا يوجد مرشح للفوز ، لعبنا بشكل رائع في الدوري والكأس". وأضاف "نواجه فريق ومدرب (جوسيب جوارديولا) من طراز عالمي ، وندرك أن كل مسابقة تختلف عن الأخرى وكل مباراة لها أحداثها الخاصة ، دائما ما نبحث عن التوازن ونجده ، الفريق في حالة استقرار قبل مباراة أوروبا". وأكد "لا يوجد مرشح للفوز ، الفريقان يعرفان بعضهما البعض جيدا ، وكلاهما لديه لاعبين شاركوا في مباريات هامة".