«والله يا أبويا لأرفع رأسك» عبارة رددها المبتعث السعودي مشاري السريحي «23 عاما» الذي استشهد غرقا في رحلة صيد في ولاية أوهايو الأمريكية «18 إبريل الجاري»، قبل ثلاثة أشهر عند آخر زيارة قام بها إلى المملكة قبل أن يعود إليها جثة هامدة مساء أمس الأول حيث ووري الثرى في مقبرة الفيصلية بحضور جمع من المشيعين. عبدالمحسن السريحي والد الشهيد مشاري الذي فتح قلبه ل«شمس» في مجلس العزاء أمس، أكد أن ابنه رفع رأسه، وقال «وعدني ووفى بوعده، فقد كان يردد في آخر زيارة قام بها إلى جدة مقولة «والله يا أبويا لأرفع رأسك»، وفعلا رفع رأسي، وهذا فضل ومنة من الله عز وجل، وكأن ابني يعلم ما سيحدث له فقال لي هذا الكلام». وأكد والد الشهيد بأنه فخور جدا لصنيع ابنه «لا أطلب شيئا الآن، يكفيني شرفا أن كل أمريكي بات يعرف ابني، وأعلم يقينا أنه أصبح بطلا في نظرهم». وأوضح أن الأمريكيين لا يعرفون الكثير عن السعوديين، وفي أذهانهم أفكار غير جيدة بسبب مواقف سابقة نسبت إلى السعودية وهي منها براء، لكن مشاري بعمله الإنساني غير نظرة البعض منهم، ووجدت نفسي في غاية السعادة وأنا أتلقى اتصالات من أصدقاء لمشاري يعزونني فيه ويؤكدون بأن نظرة زملائهم من غير العرب لهم نظرة فخر واعتزاز عندما يسألونهم «هل أنتم أصدقاء البطل مشاري؟». وأوضح عبدالمحسن السريحي أن الطفل «13 عاما» الذي أنقذه مشاري من الغرق بات يردد عبارات كان يرددها مشاري بعدما أنقذه وتوجه لإنقاذ والده، لكن تلك العبارات لم تكن مفهومة بالنسبة إليه، وأبلغ أمريكيون بأن الفتى السعودي كان يقول «لا لا لا» وعندما سمعه أحد أصدقاء مشاري قال له هل كان يردد «لا إله إلا الله» فأجاب الطفل «نعم كما تقول أنت الآن». وحول تعاون الملحقية الثقافية مع أسرة الشهيد، أكد والده أنهم لم يقصروا في شيء، فقد أرسلوا مندوبين إلى أوهايو وزاروه في بيته رحمه الله، وشاهدوا المنزل الذي كان مكتظا بالمعزين، فاستأجروا صالة لإقامة مراسم العزاء، وأشار إلى أن التأخير في وصول الجثة إلى المملكة بسبب إجراءات التحقيق، والسفارة السعودية من حرصها على مواطنيها تطلب التحقيق دوما للوقوف على أسباب الحادث. وأضاف «تواصلت مع كثير من زملائه الأمريكان فقد سموا مشاري «البطل» لأنه قام بعمل إنساني واعتبروه عملا بطوليا، لذا أطلقوا عليه هذا الاسم»