* كاتب بصحيفة ال «إندبندنت» البريطانية تقترب حرب الرئيس بشار الأسد مع مواطنيه السوريين بشكل خطير من لبنان. وعلى مدى الأيام الأخيرة، عبر زعماء المعارضة اللبنانية عن شكوكهم بأن نظام دمشق يحاول صرف الأنظار عن الانتفاضة الشعبية السورية، إذ يتعمد إثارة التوترات الطائفية في البلاد التي ليس لها إلا أن تجتر ذكرى مرور 36 عاما على الحرب الأهلية المرعبة التي دامت 15 عاما، وقضت على 150 ألف شخص. وشهدت مدينة طرابلس في شمال لبنان، الجمعة الماضي، مظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة للرئيس السوري، بينما ملأت الحكومة شوارع المدينة بعناصر القوات الأمنية. وتضم طرابلس عددا كبيرا من العلويين، الذين تنتمي إليهم عائلة الأسد، وتربط معظمهم صلات عائلية وثيقة مع سورية. وما يزيد الأمر إرباكا هو أن حزب الله، الميليشيا الوحيدة ذات الوزن في لبنان، صدق ما قالته السلطات السورية من أن أحد النواب البرلمانيين عن تيار المستقبل اللبناني متورط فيما سماه الأسد «التمرد المسلح» في مدن درعا واللاذقية وبنياس وحلب. وأظهر التليفزيون السوري مقابلات مع اثنين من الرجال خائفين للغاية، وأضاف أن أحدهما اعترف بجلب أموال وأسلحة إلى سورية بناء على تعليمات ذلك النائب. ونفى تيار المستقبل والنائب تلك الادعاءات بغضب، إلا أن حزب الله أصر على مثول النائب أمام العدالة في لبنان. وحتى الآن، ظل غالبية اللبنانيين حريصين على «النأي بأنفسهم عن المأزق السوري المعقد». ولديهم وجهة نظرهم، بطبيعة الحال. فقد أصبح من الواضح الآن تلك الكراهية الهائلة من وحشية النظام التي تتراكم في قلب الاحتجاجات. والجمعة الماضي، فتحت الشرطة النار الحية على متظاهرين في 14 بلدة ومدينة في أنحاء سورية، ما يعني أن القرار اتخذ على أعلى مستوى من النظام. ومن بين الذين يقمعون الاحتجاجات هناك جنود من الوحدة الرابعة ذات السمعة السيئة وسط الجيش السوري، التي لا تتلقى التعليمات من رئيس هيئة الأركان، ولكن من ماهر الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس، الذي يظهر اسمه على لافتات العديد من المحتجين.