استؤنفت المعارك، أمس، في مصراتة رغم إعلان نظام معمر القذافي وقف عمليته العسكرية ضد الثوار في تلك المدينة التي تحاصرها قواته منذ شهرين في غرب ليبيا، حيث يثير الوضع الإنساني قلق المجتمع الدولي. وتواصلت المعارك، ظهر أمس، في مصراتة لكن حدتها خفت نسبيا مقارنة بأمس الأول. وأعلن نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم، ليل أمس الأول، أن قوات القذافي «لم تنسحب من مصراتة» التي تبعد 200 كلم شرق طرابلس، بل «علقت عملياتها فقط» ضد المتمردين لتتيح للقبائل التوصل إلى حل سلمي. وأكد الكعيم أن «القبائل مصممة على حل المشكلة خلال 48 ساعة». وأسفرت معارك، أمس الأول، في مصراتة عن سقوط ما لا يقل عن 28 قتيلا و 100 جريح. وتوالت الانفجارات دون انقطاع تقريبا، حتى فجر أمس، واستؤنفت بنفس الحدة، ظهر أمس. وأعلن مصدر طبي مقتل ستة أشخاص وإصابة 34 بجروح، بعد ظهر أمس. وأعلن العقيد عمر باني الناطق العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا ومقره في بنغازي، أن إعلان نظام القذافي تعليق العمليات «فخ» وأن قواته تستعد لشن هجمات جديدة. وأضاف «لقد ابتعدوا قليلا عن الطريق إلى طرابلس لكنهم يستعدون للهجوم مجددا على هذا المحور الرئيسي في المدينة الذي تحول إلى خط للجبهة». وأكد العقيد باني أن النظام يريد «إيهام العالم» بأن قبائل مدينة مصراتة الساحلية الكبيرة التي تبعد 200 كلم شرق طرابلس، لا تزال موالية له. وقال «إنه يريد التأكيد على أنها حرب أهلية بين القبائل الليبية، لكن ذلك غير صحيح ولن يحصل أبدا». من جهة أخرى أكد الثوار أنهم أرغموا ليلا قوات القذافي على التقهقر في مصراتة واستعادوا قسما كبيرا من شارع طرابلس ومبنى التأمين حيث كان هناك قناصة متمركزون منذ أيام. وقال الطبيب حكيم زقوت من مستشفى الحكمة بعد أن أمضى اليوم على الجبهة «إن رجال القذافي يتراجعون. الثوار يحاولون تطويقهم في مبنى المستشفى القديم، إنه آخر موقع لهم تقريبا في داخل مصراتة». وقالت مصادر طبية إن صحفيا فرنسيا لم تكشف هويته أصيب بجروح خطيرة، مساء أمس الأول، في مصراتة المحاصرة منذ شهرين، موضحة أنه تم إنقاذ حياته بعد إخضاعه لعملية جراحية. والصحفي الذي يعمل في مجموعة مدونات بحسب أصدقائه، أصيب في عنقه برصاصة طائشة، وفق مصادر متطابقة. من جهة أخرى منحت الكويت مساعدة مالية بقيمة 50 مليون دينار كويتي «180 مليون دولار» إلى المجلس الانتقالي الليبي، ممثل المعارضة الليبية، كما أعلن، أمس، رئيس المجلس الذي يزور الكويت. وقال مصطفى عبدالجليل في مؤتمر صحفي بعد لقائه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح «هذا المبلغ سيساعدنا على دفع قسم من أجور الموظفين. نحن بحاجة إلى مساعدات عاجلة». ورغم المساعدة الإنسانية التي تصل بحرا على متن عبارات منظمة الهجرة الدولية تقوم برحلات بين بنغازي شرقا ومصراتة، لنقل المهاجرين من كل الجنسيات، يتدهور الوضع الإنساني في مصراتة، حيث مياه الشرب مقطوعة. وعلى جبهة الشرق القائمة في إجدابيا «160 كلم جنوب بنغازي» وموقع البريقة النفطي «80 كلم غرب إجدابيا» يسود هدوء نسبي خلال الأيام الأخيرة سمح لأهالي المفقودين بالبدء في عمليات البحث عن ذويهم. ومن أجل الضغط على النظام الليبي فرضت الأممالمتحدة تجميد حسابات العقيد القذافي وأقاربه في الخارج لكن صحيفة لوس أنجليس التايمز الأمريكية أفادت، أمس، أن الزعيم الليبي لا يزال يسحب أموالا من حساباته المصرفية، حيث إن بعض البلدان مثل تركيا وكينيا تتقاعس في تطبيق العقوبات. والقذافي وأولاده من بين 18 فردا حظر عليهم مغادرة ليبيا ومن الأشخاص والكيانات ال13 التي جمدت أرصدتهم بموجب قرارين صدرا عن الأممالمتحدة. واتخذت أمريكا والاتحاد الأوروبي إجراءات بتجميد أرصدة القذافي. غير أن لوس أنجليس التايمز تؤكد أنه على الرغم من تجميد 60 مليار دولار من الأرصدة في الاتحاد الأوروبي وأمريكا، فإن عددا من الدول لم يعمد إلى تجميد عشرات مليارات الدولارات التي أودعها القذافي أو أولاده خلال الأعوام الأخيرة في حسابات في الخارج. كما حول الزعيم الليبي أموالا إلى الخارج بعد بدء الثورة في منتصف فبراير بحسب ما أكد مسؤولون طلبوا عدم كشف هويتهم. وليس من السهل تحديد قيمة هذه الأموال ولا سيما أن القذافي استثمر في شركات ومؤسسات مالية لا تفصح عن اسمه، بحسب الصحيفة .